|
انظر لنفسك كم ضُيعت يا نسبُ |
|
|
واشرب جراحك فالآلام تنسكبُ |
أضنى الغياب عيونَ المجد وانسكبت |
|
|
فينا المواجع حتى ملَّها الصببُ |
إن القلوب بحار ٌللأسى نضبت |
|
|
منها الدموع فبات الماء ينتحبُ |
ما أثقل العيش في أرضٍ تسامرها |
|
|
عين الغريب وعينٌ شدَّها العجبُ |
إني تركت ديار العُرْب مرهقة |
|
|
من شدة القصف وانشقّت بها القببُ |
حتى الفرات أزاح السيلُ مشْربهُ |
|
|
صوب الغزات وأذكى ماءهُ اللهبُ |
صوت الهديل عويلُ الموت أتعبهُ |
|
|
وصوتيَ العذب قد أودى به الصخبُ |
ضيعت في ولهِ البيداء خارطتي |
|
|
خلف الركائز واصطفت ليَ النُصبُ |
لم يبق لي وطنٌ قي الأرض يجمعني |
|
|
إلا القصيدة ألقيها فتنكتبُ |
أُمضي النهار وحيدا خلف أقبيتي |
|
|
وأترك اليل منساباً وأغتهبُ |
ما إن تطيب جراح الأمس من عذلٍ |
|
|
إلا وقامت جراح اليوم تلتهبُ |
أرض تمزقها الأرياح مشرعةً |
|
|
وقتَ الهجيع ويفنى قربها اللَجبُ |
بغداد شيدت الأ حزان معلمةً |
|
|
فَرحت أنظم أحزاني وأكتسبُ |
قال القصيد بصوت محزنٍ حذرٍ: |
|
|
كل المدائن صاحت قلتُ: ما النُدَبُ؟ |
لولا القصيدة لإ نهالت مصائبنا |
|
|
فوق الصدور وظل القهر ينتصبُ |
للشعرِ مفخرةٌ لا ليس يدركها |
|
|
إلا الفخور ومن بالشعر يصطلبُ |