القــدس
مـروان ارزيـقـات
القدسُ حقٌّ ووعدٌ ونصرٌ ودولة ، وهي الحقيقةُ والعقيدةُ ومعراج الصّادقين إلى السّماء ، أرضٌ مقدّسةٌ ووحيٌ ورسالات ، أمُّ البدايات ميلادُ شعب للحياة ، مدينة شعبٍ كبَّر للصلاة وحيَّ على الجهاد ، إنّهم أهلُ فلسطين الذين تقلَّدوا حبَّها وغدوا إليها مسافرين ويعشقون ...
القدسُ ذاكرةُ الزّمان وتاريخٌ قديم ، وهي الهوية والقضية والعروبة ، ميلادُ كَنْعانَ الذي حطَّم زيْفَ العابرين بين الكلمات ، القدسُ ذاكرةُ المكان وعينُ الشعبِ نحو الانتصار ، أشبالُها رجالُها ونساؤها زهراتها يرفضون الانكسار ، فهم أصحاب حقٍّ لا يفرطون بالكرامة ، وعن هذه الأرض لا يرحلون ...
القدسُ عاصمةٌ ودولة ... وعائدون ، رغم السّياج ورغم الغزاة والتواءات السياسة ، فنصر الله حقٌّ للمؤمنين ، الذين يتنسّمون عبيرها بعزائم الأبطال وإحساس العاشقين ، يشقّون أستار الظلمة ببصيرة الحق وشمس الصدق ، لا تنحني لهم هامة ، ولا تلينُ لهم قناة ، يحملون أرواحهم على أكفّهم ثائرين ، وهم على درب الشهداء ماضون ...
القدسُ عهدةٌ عمريَّةٌ وفتحٌ مقدّسٌ وخبزُ حطّين ، وهي الأسيرة والأميرة عنوانُ السلام ، وهي الحمائم والمآذنُ والكنائسُ والنسائمُ ، ترنو بعين الشوق للفجرِ وتسمع الصهيل في المدى ، وصوت الحماة يقول : يا قدس إنّا قادمون ...
يا شوق قلبي هل أقبل تُرْبها حبّاً ويمنحني اللقاء حياتي