01:00 am

أخي أحمد
كلنا شقيقك
وكلنا معتقلون
وكثير منا صامتون
وغلبيتنا خانعون
إلا أولئك الأبطال الذين وهبوا أنفسهم للموت دفاعا عن وجودنا
أولئك الذين ما غرتهم الدنيا ولا انكفأوا من أول حجر اعترض طريقهم
فأين نحن الجالسون نداعب أهواءنا منهم
فرج الله عن أبطالنا المعتقلون
وجعل الصبر رفيق أمهاتهم

لست أجد نفسي الآن تجيد إلا الصمت،،، والحزن
أثرت في النفس ما يثيرها دوما
تبا لهم
تقبل ثقل مروري

	وكَما لِبَيْتِكَ أَدْرَكوا أَيْنَ النّضالْ. وَدَلّهُمْ بِاللّيْلِ ما حَمل القَنابِل خفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ الصّمْتِ المُكَبّلِ بِالرّجالْ. جاؤوا إِلَيْكَ خلْسَةً.. وَوَراءَهُمْ قُبْحٌ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَسْواسُهُمْ يُغْري لَهُمْ بِالقَوْلِ : هَذا البَيْتُ مَمْلوءٌ بِكُلِّ غَنيمَةٍ..فَلْتَنْظُروا باباً يُؤَدّي للسّهولْ. هُناكَ تُزْهِرُ مِنْ دِماءِ الطّفْلِ وَالرّجُلِ الكَبيرِ وَالكُهولَةُ أَعْلَنَتْ بُرْهانَها.. فَهيَ الضّياء..أَمّا الشّبابُ فَمِنْ ثَباتِهِم الجِبالْ. هي أُمّة الشّرَفِ الرّفيعِ وَقَدْ أَراقوا مِنْ دِماهُمْ أَنْهُراً.. أَوَلَمْ تَرَوا للطّيْرِ فَوْقَهُمْ وَتَحْتَ جَناحِهِمْ مَشَتِ الرّجالْ؟؟ ؟ أَوْ تَرَوا للتّينِ وَالزّيْتونِ وَالنّخْلِ المُعمرِ مُنْذُ مَرْيَم أَعْلَنَتْ لله صَوْماً..فَتَساقَطَتْ كَلْماتُ طِفْلٍ مِنْ غُصونِ الطّهْرِ تُعْلِنُ للْمُحالْ. هَذي الخَليل وَهَذِهِ الأرْضُ التي زَرعَ الرّجالُ بِها النّضالْ. أَخي المكرم أحمد.. لَنْ تَعيشَ أُمّةٌ بِغَيْرِ تَضْحياتٍ.. شَرَفٌ لَكُمْ وَوِسامٌ ما تُقَدّمونَهُ أَمامَ سَمْعِ العالَمِ وَبَصَرِهِ مِنْ تَضْحياتٍ.. فَكَّ الله أَسْرَ أَخيكَ/نا.. وَكُلّ أَسيرٍ..آمين. تحيتي خضراء الرّوح..هـدى

نقاسمك الحزن أخي الحبيب ونشاركك المصاب والله المستعان
أسأل الله العظيم .. رب العرش العظيم .. أن يفرج الكربة عن أخيك وأن يعيده سالماً غانماً مبشراً بنصرٍ قريب

[اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شقيقي الذي يكبرني بعام واحد
وهو الآن يقضي محكوميته في سجن مجدو قسم6 غرفة10]

01:00 am

أحمد زيادة

عَرِفوا الطَّريقَ لِبَيْتِنا
وبغيرِ مُعْجِزَةٍ
فقط يكفي غُرابٌ واحِدٌ
بينَ الظَّلامِ وبينَهم
وخريطةٌ حَوَتِ التَّفاصيلَ المُهِمَّةَ
والتي تبدو بغيرِ ضَرورَةٍ –في رأيِ جَدَّتِيَ العجوز-
فقد تصيرُ مُهِمَّةً
لو طارَ عن حبْلِ الغسيلِ
خمارُ أُمِّي فجأةً..

،

هل يعرِفونَ طريقةً أُخرى أقَلَّ حماقَةً
كي يُعلِمونا أنَّهُمْ آتونَ
أيَّ طريقَةٍ
غيرَ النَّقيقِ على جدارِ الماءِ
أو قتلِ الدَّوالي بالحِجَارَةِ؟
نحنُ ينقُصُنا التَّخَلُّصُ مِنْ عناءِ الأمسِ
والتأشيرُ لليومِ الجديدِ بأنْ يَمُرَّ مُسَلِّماً
-في مِثلِ هذا الوقتِ-
والعِبْرِيُّ خلفَ البابِ ينقُصُهُ تَعَلُّمُ كُلِّ شيءٍ
كُلِّ شيءٍ..
غيرَ إتقانِ السِّلاحِ
وحقنِ إخوتِيَ الصِّغارِ بِفُوَّهاتٍ للتَقَيُّؤِ والبُكاءِ

،

وفي فِراشِ أخي، البساطيرُ الغريبَةُ
تشتَفِي مِنْ سبْيِ بابِلَ
أو مِنَ المَوتِ المُفاجئِ في الفنادِقِ
ثُمَّ أعلَنَ ضابِطٌ
"كي نُكْمِلَ التفتيشَ ظلُّوا هادئينَ..
وخارِجَ البابِ الرَّئيسِيِّ المُحاصَرِ
نحنُ نبحَثُ عن مَخابِئَ قد تُفاجِئُنا قليلاً:
سكتةً يَدَوِيَّةً ..
أو حالَتَيْنِ مِنَ التَّناقُضِ"

،

كيفَ أُسْقِطُ عن عيونِكَ يا أخي هذا القِماشَ..؟
وليسَ لي إذنٌ سماوِيٌّ يكونُ نبوءَتَيْنِ..
وليسَ يملؤني نبوخَذُ بالمجانيقِ
-احتساباً للحِصارِ-
فَثِق بأنَّ فضاءَنا ما زالَ أبيضَ
والوساطَةُ في الدُّعاءِ تَهُبُّ مع أُمِّي
وقالَ أبيَ
"تَنَصَّل مِن يَدَيْ (حاغايَ)*
أغنيتينِ... أغنيتينِ...
واحذرْ ما تُقَرِّبُهُ العصافيرُ الخبيثَةُ منكَ"
ثُمَّ يطيرُ يحمِلُ قلْبَ أُمِّي والدُّعاء..



____________

*المسؤول الأمني الإسرائيلي للمنطقة التي أسكُنُ فيها.

أخي احمد

أمر من هنا و كلي خجلٌ و رب البيت

أبدعت في تصوير الموقف و رسم الصورة

و اعلم أن خلف تلك الحروف صرخة عتب مدوية اخترقت جدران الصمت فهشمت أضلع البوح

شرف

أن تكون فلسطينيا

قلة شرف

أن ندعي الشرف

و نحن نتفرج و نندب كالنساء

أحمد الحبيب

أنت شاعر رائع ، وانسان جميل
قصيدتك الثورية حملت بركانا من المشاعر رغم الهدوء الظاهر في الألفاظ ..
مشاعر جياشة رأيتها هنا ..
والقصيدة من حيث المبنى قوية محكمة ..
أحييك أخي وأسأل الله أن فك أسر أخيك وأن يفك أسرنا جميعاً من الاحتلال الغاصب .


كل الود