أحدث المشاركات
صفحة 4 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 110

الموضوع: قاص تحت الضوء (الحلقة الأولى ) .. مع أ. حسام القاضي

  1. #31
    الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2009
    المشاركات : 1,435
    المواضيع : 34
    الردود : 1435
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    شكرا لكل من مر من هنا وترك بصمته وأفادنا وأخص بالذكر الأديبات الراقيات وفاء شوكت وربيحة الرفاعي نادية بوغرارة د نجلاء الطمان والأديب الكبير د مصطفى عراقي ....


    بعد التجول بين ردودكم الثرية هنا رسمت لي عناوين القاص حسام القاضي التي نثرتموها هنا شخصيته الأدبية المنخرطة في قضايا محيطه واهتماماته بطريقة تفرض التقدير والاحترام....
    لقد وجدته يختار عناوين قصصه بذكاء وهو يرصد دينامية الحياة العامة و يتعامل معها مثل طبيب ماهر..لذلك تعلق صورته بالذاكرة وهو يرخي "ربطة عنق " ذلك " الرجل الذي فقد أنفه" عندما كان يتطلع إلى فسحة أمل لمقاومة " الحصار" في وضع مزر " بدون لون" يحاول إنعاشه ومده بالأوكسيجين بشتى الوسائل حتى لو استدعى الأمر أن يجري له "عملية جراحية" بمبضع قلمه الجميل ويرتب الفوائد والعيوب ويفرقها على "حقيبة متربة وجورب أبيض" ويقيس ضغطها وضغط الشارع العربي الذي تعكسه " مرايا" عقله الواعي في صورة " الحطام" الذي يسعى إلى إعادة بنائه فيجد نبضه ضعيفا جدا وخافتا "ولكنه حي" فيحاول إنعاش ذاكرته بـ"ـبيتزا" ساخنة ليستطيع محاكاة الواقع وليبدع له صورا إيجابية تقود خطواته الممكنة نحو الخلاص وبذلك يصل إلى قلوب قارئيه بـ"ــنفس ما أرادوا" وأراد ...

  2. #32
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريمة سعيد مشاهدة المشاركة
    شكرا لكل من مر من هنا وترك بصمته وأفادنا وأخص بالذكر الأديبات الراقيات وفاء شوكت وربيحة الرفاعي نادية بوغرارة د نجلاء الطمان والأديب الكبير د مصطفى عراقي ....


    بعد التجول بين ردودكم الثرية هنا رسمت لي عناوين القاص حسام القاضي التي نثرتموها هنا شخصيته الأدبية المنخرطة في قضايا محيطه واهتماماته بطريقة تفرض التقدير والاحترام....
    لقد وجدته يختار عناوين قصصه بذكاء وهو يرصد دينامية الحياة العامة و يتعامل معها مثل طبيب ماهر..لذلك تعلق صورته بالذاكرة وهو يرخي "ربطة عنق " ذلك " الرجل الذي فقد أنفه" عندما كان يتطلع إلى فسحة أمل لمقاومة " الحصار" في وضع مزر " بدون لون" يحاول إنعاشه ومده بالأوكسيجين بشتى الوسائل حتى لو استدعى الأمر أن يجري له "عملية جراحية" بمبضع قلمه الجميل ويرتب الفوائد والعيوب ويفرقها على "حقيبة متربة وجورب أبيض" ويقيس ضغطها وضغط الشارع العربي الذي تعكسه " مرايا" عقله الواعي في صورة " الحطام" الذي يسعى إلى إعادة بنائه فيجد نبضه ضعيفا جدا وخافتا "ولكنه حي" فيحاول إنعاش ذاكرته بـ"ـبيتزا" ساخنة ليستطيع محاكاة الواقع وليبدع له صورا إيجابية تقود خطواته الممكنة نحو الخلاص وبذلك يصل إلى قلوب قارئيه بـ"ــنفس ما أرادوا" وأراد ...
    والله قد أبدعت واختصرت كل ما قيل ..
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #33
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اتوجه بشكري العميق لكل من اهتم بالموضوع هنا
    أختي الأديبة الكبيرة / وفاء خضر لإشارتها الكريمة لدراستها القيمة عن عملي المتواضع
    أختي الأديبة والناقدة الرائعة / د. نجلاء طمان التي فاجأتني بدراسة أكثر من رائعة
    أخي وأستاذي / د. مصطفى عراقي الذي أدين له بالكثير
    الأديبة الراقية / كريمة سعيد للفتتها الجميلة المكثفة
    شكر خاص لأختين كريمتين توليان الموضوع فائق اهتمامها
    الأديبة الكبيرة / نادية بو غرارة
    الأديبة والناقدة القديرة / ربيحة الرفاعي
    تحية خاصة للجميل الأديب / أحمدعيسى
    ممتن لكم جميعاً
    وقدرني الله على رد جميلكم
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #34
    الصورة الرمزية ممدوح سالم شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : فى روىّ قصائدى
    المشاركات : 223
    المواضيع : 39
    الردود : 223
    المعدل اليومي : 0.04

    Thumbs up فكرة رائعة

    ما أجملها فكرة!
    يمكن أن تكون محاور النقاش كالآتي:
    *بدء الإبداع :الخطوات الأولى عند الكاتب
    *منهجه القصصي:الرؤية والمعالجة للحدث
    *أدوات القاص(الكاتب نموذجا)
    *تناول أهم الأعمال :تحليلا نقديا
    دام إبداعكم متألقا
    ممدوح

  5. #35
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    شكرا أخي ممدوح سالم على اقتراحك الجميل
    وبالفعل بدأ الأستاذ : حسام بالتحدث عن البدايات ، واجابة الأسئلة
    وكذا أغلب المحاور التي ذكرتها وردت في ردود الأخوة ودراساتهم التي نشرت والتي لم ينشر بعضها بعد .
    تحية خاصة للأديب الأستاذ : حسام
    وكان الله في عونه في كميات الأسئلة التي طرحت عليه ..
    أموتُ أقاومْ

  6. #36
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي

    نسخة من دراسة للدكتور مصطفى عراقي في أدب القاص القاضي عبر قصة عملية جراحية

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=20143
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة

    تأملات نقدية
    في قصة عملية جراحية
    للقاص القدير حسام القاضي
    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=13391
    أولا: القصة:
    عملية جراحية
    عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره .تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .. عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب ) ..
    عندا زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ ..عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شق الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه ..
    ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته ثم تشاغل عنه قليلا بالعبث في أحد مجلداته .. كان ضخما ذا غلاف سميك كالح لونه .. كان كتابا لأفلاطون ! .. ترك الكتاب واتجه إليه بصره وبادره قائلا :
    ــ قليل من يحبك .
    ــ وهل الذنب ذنبي ؟
    ــ الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    ــ ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    ــ هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    ــ إذن ما يقوله الناس صحيح .
    ــ وماذا يقولون ؟
    ــ يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحته .
    ــ هذا ما أراه ولعلك تراه أيضا , ولكن منذ متى وهذه الحالة عندك ؟
    ــ عندما كنت طفلا كان البعض صفني بأني ناصع البياض .. حتى أن عروقي كانت تكاد تظهر من تحت جلدي وكنت أسر بلا شك لنصاعة بياضي .. ولكن معظم الأطفال كانوا كذلك, لذا لم يكن ذلك يقلقني .. ولكن ..
    ــ ولكن عندما كبرت تغيرت الأمور أليس كذلك ؟
    ــ بلى كنت كلما تقدمت في السن تزداد شفافية جلدي . أقصد جلد وجهي , وتزداد معها مشاكلي وكُره الناس لي .. حتى أنني لم يعد لدى أصدقاء .
    ــ وهل هذا يحزنك ؟
    ــ بالطبع يحزنني .. ولكن هذا ليس كل شئ فقد تأقلمت على أن أعيش وحيدا منذ زمن .
    ــ ما المشكلة إذن ؟
    ــ المشكلة أنني أصبحت مهددا في مصدر رزقي .. فما من مكان عملت به إلا وحدثت لي مشاكل زملائي ومديري .. وخصوصا المدير .. فهو أيا كان ما أن ينظر في وجهي مرة وأخرى حتى يصر على نقلي إلى مكان آخر .
    ــ إلى هذا الحد ؟
    ــ لا .. بل حاول البعض فصلي نهائيا لولا لطف الله .
    ــ …………..
    ــ عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف ..
    شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك ) ..
    ــ وهكذا .. بمرور الوقت أصبح الجلد الرقيق سميكا .
    ــ لا أفهم .
    ــ اسمع يا بنى .. سأشرح لك حالتك بالتفصيل , كما قلت لك من قبل إنها حالة نادرة جدا لم تعد تحدث منذ سنوات بعيدة .. الإنسان يولد وبجلده خلايا ملونة تستر ما تحته .. أما أنت فقد ولدت بدون هذه الخلايا .. هذا الأمر كان علاجه بسيطا قبل مرحلة المراهقة .. أما الآن فالأمر يستدعي جراحة .
    ــ جراحة ؟
    ــ نعم جراحة يستأصل فيها الجزء الشفاف من الجلد فتبقى تحته طبقة قابلة لأن تكون معتمة تستر ما تحتها بمجرد تعرضها للهواء .. ولكن ..
    ــ لكن ؟
    ــ لكنها غير مأمونة العواقب .
    ــ كيف ؟
    ــ نسبة النجاح فيها نادرة .. قليلون من عاشوا بعدها .
    ــ فلماذا إجراؤها إذن ؟
    ــ لأنها الحل الوحيد لك .. إن كنت تريد حلا .
    ــ ليكن .. فلنجرها .. فلم يعد لدى فارق بين الحياة والموت .. لكن كم تكلفني هذه الجراحة ؟ ومتى ستجريها لي ؟
    ــ لن يجريها أحد لك .. لا أحد يستطيع تحمل العاقبة .
    ــ ولكني سأوقع التعهد المعروف .
    ــ عاقبتها أكبر من أي تعهد . .
    استبدل المبضع بآخر أكثر طولا وشرع يخلص الجلد عند الوجنتين .. ازداد الألم .. طفرت من العين دمعات .. زاد جرعة المخدر .. أصبح لا يرى بشكل واضح .. منطقة الأنف صعبة للغاية .. الدماء تغطي الوجه بالكامل ( جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس ) .. قاتل الله الفلسفة .
    ــ ليست فلسفة .. هذه الجراحة مختلفة بالفعل عن أي جراحة .
    ــ هذا هو الجنون بعينه .
    ــ أحيانا يكون الجنون هو عين العقل .
    لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود .

    [color="black"][b]
    =======================

    ثانيا: التأملات:
    تدور قصة "عملية جراحية" كما يصرح العنوان حول عملية جراحية
    ومن هنا حرص القاصّ ببراعة على أن نعيش معه هذه العملية بكل تفاصيلها ومراحلها، بدأ من مرحلة الاستعداد ، التي عبر عنها في افتتاح القصة:
    "عقم يديه وارتدى القفاز واستعد لجراحة لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره ".
    ولكننا نكتشف من هذا المفتتح القصصي أن الطبيب ليس مجرد طبيب عادي ، بل لا بد أن ثمة صلة ما بينه وبين الطرف الآخر(المريض) تجعله مترددا مرتبكا ، كما أوحى قوله: "لا بد أن يجريها هو .. لا أحد غيره". وكأنه (الطبيب) سوف يقوم بهذه العملية مضطرا.
    وتأمل معي كيف أن القاص هنا لم يلجأ إلى تهويل العملية عبر جمل انفعالية صارخة ، من قبيل:
    يا لها من عملية خطيرة تلك العملية التي سيجريها!
    لقد أدرك قاصُّنا المبدع أنه في غنى عن هذه الأساليب المباشرة فلجأ إلى تلميحٍ فني ذكي من خلال هذه الجملة الهادئة التي هيأتنا إلى استقبال هذه العملية الخاصة،
    ".تناول المبضع ونظر إلى الوجه الذي أمامه .. عليه أن يبدأ من أعلى الجبهة .."
    وهكذا تأتي الإشارة إلى المريض الذي لم يعد بالنسبة إلى الطبيب سوى مجرد وجه أمامه.
    ولكن أي طبيبٍ هذا الذي ما يزال يستذكر ما يجب عليه وكأنه طالب يستعد لامتحان؟!
    إن هذه الجملة تمدنا باحتمالين:
    الأول : أن يكون هذا الطبيب مبتدئا غير محترف، أو يكون في العملية أو الوجه الذي أمامه ما يسبب الارتباك وغياب البديهيات حتى صار كتلميذ غير واثقٍ يردد على نفسه الخطوات الأولية.
    عند منبت الشعر .. جرى بالمبضع في حركة سريعة .. أحدث شقا في الجلد .. تململ الرأس الذي أمامه.. رأى آهة .. اندفع الدم بغزارة فأسرع يعالج اندفاعه ( عجبا كيف تململ الرأس على الرغم من كمية المخدر الموضعي التي رشها كما حددها الطب)
    هكذا (كما حددها الطب) بما يوحي بانفصال بين الطبيب ومهنته بين المعلومات النظرية والممارسة العملية. أو لعله الفارق بين المفروض والواقع أو ربما أنه لا يعرف من الطب سوى القشور!
    وتامل معي أيضا أنه في هذه اللحظة يصرح على لسان الطبيب بالتعجب . ثم في هذه اللحظة بعد أن اطمأن أننا صرنا مشدودين إلى متابعة هذه العملية الخاصة من جهة، والعجيبة من جهة أخرى يتركنا على سبيل الارتداد(الفلاش باك) إلى زمنِ ما قبل العملية:
    "عندما زار الطبيب وجلس في غرفة الكشف , لم يكن الطبيب موجودا .. أدهشه خلو المكان من سرير الكشف .. أوغل في دهشته عندما رأى كم اللوحات المعلقة على الجدار هنا وهناك .. فيها ما فاق الحد من الحكم والمواعظ .. عندما أتى الطبيب حياه وجلس إلى مكتبه .. و ..".
    إنه ليس طبيبا عاديا إذن كما توقعنا منذ البداية عبر بعض الإشارات ،
    وها هو الطرف الثاني(المريض) غير العادي أيضا يكتشف ذلك من خلال الدهشة ، وكأنه يتساءل معنا :
    أطبيب هذا أم حكيم؟
    ولعل في هذا اتصالا وثيقا بالتراث العربي حيث كان الطبيب يسمى حكيما والطب يسمى بالحكمة، ومع ذلك شعر المريض بالدهشة لأن هذه الصلة لم تعد حاضرةً كما في السابق.
    وبعد ذكر تفاصيل استقبال الطبيب للمريض يتم قطعها للانتقال مرة أخرى إلى العملية:
    وتوقف تدفق الدم .. قام برش كمية جديدة من المخدر وأكمل شقَّ الجلد بعرض الجبهة .. لم يبال هذه المرة بالدم المتدفق .. انحرف بالمبضع نحو الأذن اليسرى .. تململ الرأس ثانية وانطلقت آهة .. توقف ونظر رغما عنه للوجه المتألم أمامه". ..
    عند هذه اللحظة التي يتألم فيها وجه المريض أثناء العملية يتم الانتقال إلى ألم آخر إنه ألم الطبيب أثناء الاستقبال:
    "ظهرت علامات الألم على وجهه على الرغم من هدوئه عندما سمع قصته".
    بما يدل على تمكن القاص في تقنية القطع والربط في الوقت ذاته، القطع بين المشاهد مع العناية بالربط الشعوري بينها.
    ثم تنتقل القصة من مستوى السرد بعد أن أدى دوره في التمهيد للأحداث ووصف العملية إلى مستوى الحوار اللقصصي الدرامي المكثف الذي يلجأ إليه قاصنا المبدع حسام بصفته أداةً قصصية بارعة ينجح من خلالها في الكشف والغوص في أعماق بطليِ القصة كليهما :
    - قليل من يحبك .
    - وهل الذنب ذنبي ؟
    - الذنب ليس ذنبك ولكنه ..
    - ذنب من إذن ؟ إذا كانت المصائب تنهال على رأسي بسبب وبلا سبب و..
    - هدئ من روعك .. ما أردت قوله .. أن حالتك نادرة لم تعد تحد ث من آلاف السنين .
    - إذن ما يقوله الناس صحيح .
    - وماذا يقولون ؟
    - يقولون أن جلدي لا يخفي شيئا تحت.
    نكتشف أن الكشف أيضا غير عادي حيث يبدأ الطبيب بالسؤال عما يتعلق بالحب وقلته والسبب وراءه، ثم نكتشف أن وراء العملية الجراحية حالة نادرة تكمن في شفافية الجلد الذي لا يخفي شيئا.
    ولكنها ليست حالة نادرة لجميع المراحل وإنما بعد سن البلوغ وإلا "" فمعظم الأطفال كانوا كذلك"
    ولذلك لم تحدث المعاناة من المحافظة على شفافية الطفولة إلا :
    " كلما تقدم في السن فتتزداد معها مشاكله وكُره الناس لي وما يسبب هذا من حزن وأسى، بل وتهديد في العمل
    . كما يؤكد الحوار غرابة الطبيب من جهة أخرى كما عبر المريض قائلا:
    - عفوا دكتور .. أراك تتصفح كتابا لأرسطو .. وآخر لسارتر .. هذا بدلا من حل مشكلتي .
    (لاحظ هنا التدرج بين أرسطو الذي يشير إلى قضية النفس وهو صاحب المقولة الشهيرة(اعرف نفسك) من جهة وسارتر صاحب الفلسفة الوجودية من جهة اخرى وكأنه يريد أن يقول إن المشكلة هنا ليست طبية جراحية كما تبدو ، بل هي نفسية وجودية!
    ونتابع الحوار أثناء الكشف فنسمع الطبيب يقول:
    ــ لا تتعجل يا بنى سأوقع الكشف عليك فورا .. ارجع برأسك للخلف"
    وبينما يرجع المريض رأسه للخلف في أثناء الكشف نراه نحن (بفضل براعة القطع والمزج) يرجعها أثناء العملية:
    ..
    "شعر بألم رهيب عندما ضغط الطبيب بإبهاميه على جانبي جبهته .. و.. انفجرت آهة..
    سقط المبضع منه ..تركه وأسرع يعالج الدم المندفع عند شحمة الأذن , وما زال الألم مسيطرا على الوجه أمامه .. تجاهله هذه المرة وأسرع بالمبضع إلى أسفل نحو العنق .. ( المبضع يتحرك هنا بصعوبة فالجلد سميك "
    وفي الحوار نقف أمام قول الطبيب للمريض عن العملية:
    - لن يجريها أحد لك .
    فمن الذي يجري العملية إذن في المشاهد المعروضة أمامنا ؟!
    الآن ندرك لماذا كان القائم بالعملية غير محترف ؟
    فهل هو المريض نفسه قام بدور الطبيب حين أحجم الطبيب؟
    ثم لنا كذلك أن نكتشف أن الطبيب هنا ليس سوى طبيب نفسي وليس جراحا . بل إن العملية كلها رغم ظاهرها المادي من مخدر ومبضع وتفق للدم وألم ، لم تكن سوى جراحة نفسية ، كما نلمح في قوله:
    :" جراحة لا يجريها إلا خبير بالنفس"
    وقد أجراها المريض لنفسه أمام مرآة!
    ومن ذكاء سرد التفاصيل هنا لإحداث التأثير بمعايشة العملية (رغم رمزيتها) وكأنها عملية حقيقية أن تجيء منطقة العين في النهاية لمدى حساسيتها على المستوى الواقعي، ولكونها أكثر أعضاء الإنسان بوحا وكشفا على المستوى الرمزي.
    وفي هذا توازن بديع في التعبير عن المستووين.
    "لم يبق إلا منطقة العينين .. تحرك من بعيد حولها .. ( إنها مستحيلة ) رش جرعة جديدة من المخدر .. واستخلص الجزء الباقي وانتزعه .. نظر إليه بأسى لحظات ثم ألقاه في السلة و.. وابتسم فلم يستطع الابتسام .. نظر إلى المرآة .. لم يجد شفتيه .. ولا وجنتيه .. لم يلق بالا .. انطلق خارجا ويداه بجيبي سرواله .. وصفير يتردد داخله .. للحن مفقود ."
    وفي النهاية نفهم أن العملية قد نجحت، ولكننا نفاجأ بأن الطبيب والمريض كليهما وجهان لشخص واحد أحد هذين الوجهين يبدو في المرآة والآخر شاخصٌ أمامها
    وأنه لم يشعر بفرحة النجاح أو الشفاء من المرض النادر، ولا حتى بالابتسام؛ لأن العملية لم تكن للفرحة ولا الابتسام بل لمجرد أن يكون مثل الجميع ، فهل الجميع لدى كاتبنا بلا وجوه، وهل جميعهم يغطون وجوههم بأقنعة ويبدلون جلودهم بحسب تبدل المواقف ؟
    مهما يكن من نجاح للعملية الجراحية فقد كانت الخسارة لبطلنا أفدح ؛ لأنه وإن كان قد كسب جلدا خارجيا سميكا يخفي ما بداخله ، خسرَ في المقابل لحنه الداخلي الخاصّ .
    ويا لها من خسارة!
    أديبنا المبدع:
    أرجو أن تتقبل أسمى التحية لهذه القصة البارعة التي جسدت قضية معاناة شعور الإنسان الصادق بغربته في مجتمع استمرأ الزيف، ولم يكتف بذلك بل يحاول فرضه على الجميع.
    ولكنك عبرت عن هذه المعاني من خلال قصة رمزية وواقعية في آن.
    وقد بلغت حدا قصيًّا من الإتقان والجودة بفضل موهبة قصصية فائقة ، ثم سيطرة على الأدوات الفنية باقتدارٍ وسلاسة ، فجاءت القصة حيّةً تلمسُ قلب القارئ بصدق الشعور ، وتدعوه إلى مزيدٍ من التأمل بجمال التعبير، وروعة التصوير.
    ودمت وأسرة الواحة بكل الخير والسعادة والإبداع
    أخوك: مصطفى
    أظننا بدراسة كهذه نتعلم كيفية قراءة القصة على يد علم كبير بحجم الدكتور مصطفى عراقي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #37
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.68

    افتراضي

    وهذه قراءة أخرى للدكتور عراقي من نفس الرابط

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب وقاصنا المبدع الأستاذ حسام
    اسمح لي أن أضم إلى هذه القراءة قراءة أخرى في مراياك الصادقة:

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي
    مــرايــا
    تسلل الشيب إلى فوديه وهو على حاله يبحث وسط الحطام .. تقلب يداه بين الأنقاض تـفـتش عن شئ ما.. الدماء تغطيهما ولكن لا ألم .. لم يعد للألم وجود عنده منذ زمن.. مستمر هو في بحثه اللانهائي كلما استخرج قطعة رفعها وتأملها ثم سرعان ما يلقيها ليبحث عن أخرى 0
    لم تكن تلك بدايته حين أدرك الأمر لأول مرة وإن كان لا يعرف متى كانت المرة الأولى على وجه التحديد .. كل ما يذكره أنه فجأة لم يعد يرى نفسه رغم أن الكل يراه .. كان يهم بحلاقة لحيته عندما شعر بضبابية المرآة .. لم يبال أرجع الأمر إلى ندى البكور وزفير التنفس .. أتم حلاقته معتمدا على حفظه لتضاريس وجهه ونسى الأمر . بعدها و في حانوت الحلاق كانت صدمته .. لم يشأ أن يلحظ ذهوله فأومأ برأسه موافقا على جودة الحلاقة وأسرع بالخروج .. أراد أن يتيقن من الأمر فتمهل أمام واجهات المحلات الزجاجية ينظر ويدقق حتى تأكد من حقيقة الأمر .. هل وهن بصره إلى هذا الحد ؟ ولكن إذا كان كذلك فكيف يرى أشياء كثيرة وبوضوح .. شئ واحد لا يراه لكنه أهم من أي شئ سواه .. و
    اصطدمت يداه بشيء أملس فرفعه .. كان كرة من البللور .. ابتسم رغما عنه ونظر فيها فرأى خيالات كثيرة غير واضحة .. سمع صيحة فرح فالتفت خلفه .. عجبا لم يكن وحده كان حوله الكثيرون ممن كتب عليهم نفس المصير .. رأى أحدهم ممسكا بقطعة صغيرة ينظر فيها سعيدا وعلى الرغم من صغرها إلا أنه احتضنها باقتناع ومضى .. واصل ومن معه البحث وكل منهم في واد .. لا شئ مشترك بينهم إلا ومضات العيون ..
    عند طبيب العيون كانت المفاجأة .. عيناه في خير حال .. زادت حيرته .. طفق يدور في كل الاتجاهات .. نصحه البعض بأن يجرب الأماكن الفخمة وما كانت تلك المشورة تعوزه فقد كان حلمه دائما أن يرى نفسه في تلك المكانة .. لم يترك مكانا إلا وارتاده .. طاف بكل ما هو ممكن بل وبغير الممكن .. كلت قدماه بحثا وراء أي مكان يمكن أن يرى به نفسه .. جرب كل المرايا الفخمة بلا جدوى .. قرر أن يجرب أي مرآة .. لم تفلح كل مرايا المدن الكبرى .. اتجه للضواحي ثم للقرى .. وأخيرا للخلاء .. سعى خلف الأنقاض والحطام لم يكن أمامه بديل .. المهم أن يرى نفسه . . ولو لمرة واحدة 0


    =======
    هكذا يا قاصنا المبدع حسام القاضي تنجح في اكتشاف لحظة الأزمة تعتري بطلك (ونحن معه) ، وهي غالبا ما تكون أزمة عميقة ذات أبعادٍ نفسية ورمزية ووجودية تقتنصها اقتناصا ثم تكسوها بعباراتٍ تنبض بالحياة فتبدو لنا في صورة واقعية .
    فتتجلى الفكرة الخيالية المغرقة في الخيال في أسلوبٍ درامي شديد الواقعية .عبر أحداث يومية حقيقية فتكون أوقع أثرا، أشد تأثيرا .
    على أن القصة لا تسير في بنائها الدرامي وفق تسلسل الأحداث في الزمن الحقيقي فالقصة تبدأ بمشهد البحث عن الحل ، بل هي تبدأ قبل ذلك قبل أن يتسلل الشيب إلى رأس صاحبنا ، وذلك بعرض المشهد لنطالع البطل في مرحلة أخيرة من مراحل سابقة ، بأسلوب هادئ متدرج كما يستوحى من الاستهلال الفعل "تسلل" الذي صبغ القصة كلها بظلاله الموحية ،.
    ثم تنتقل القصة ببراعة إلى عرض مشاهد الأزمة حتى نصطدم بالمأساة حين:"اصطدمت يداه بشيء أملس فرفعه ".
    حين يكتشف ضبابية الرؤية بضبابية المرآة، بما يذكرنا بمقولة سارتر الشهيرة:"الجحيم ليس به مرآة".
    ولكن في سياقٍ درامي خاص بكاتبنا المبدع تنسجم مع رؤيته في قصة"عملية جراحية". التي تتعلق بالوجه أيضا ولكنها هنا هذا المرة ليس في تغيير الوجه ليصير مثل الآخرين ، ولكن فيما يتصل بمستوى الرؤية : رؤية الذات التي تغيب في الزحام ، وتغيم في الظلام
    ولهذا كانت المشكلة هذه المرة أشد تعقيدا فلم يجد العلاج عند الطبيب الذي لجأ إليه "طبيب العيون" إشارة إن المشكلة لا تقف عند حدود الرؤية البصرية ، بل تتعداها إلى مستوياتٍ أخر أعلى وأبعد.
    ورغم مشاركة الآخرين له في الأزمة وفي ومضات العيون ، نرى أنهم لا يشتركون في البحث عن الحل بل كلٌّ راح يبحث عن حل فردي
    " رأى أحدهم ممسكا بقطعة صغيرة ينظر فيها سعيدا وعلى الرغم من صغرها إلا أنه احتضنها باقتناع ومضى .. واصل ومن معه البحث وكل منهم في واد ".
    وهكذا تتشتت جهودهم الصغيرة (رغم قناعة بعضهم) وتضيع سدى بلا جدوى
    وكذلك صاحبنا نراه يجتهد في رحلة البحث عن الحل في الواجهات والأماكن الفخمة فلما لم تُجد لجأ إلى رحلة أخرى بدءا من المدن إلى ضواحيها ثم إلى القرى وصولا إلى الخلاء بما يمثل من نهاية على مستوى الحقيقة ، اما على مستوى المجاز فلجأ إلى المكانة على مستوى ، والممكن الواقع ، وغير الممكن ، في تلاعبٍ موفق من الكاتب المتمكن بين هذه الكلمات ، لإحداث مفارقة لغوية ودرامية معا، ولكن صاحبنا يتوه في هذه المستويات المعنوية والمادية والاجتماعية المختلفة . فلا يبقى أمامه إلا السعي في سبيل البحث عن الأمل:"سعى خلف الأنقاض والحطام لم يكن أمامه بديل .. المهم أن يرى نفسه . . ولو لمرة واحدة "0
    وتأمل معي ما في الفعل سعى من رغبة صادقة وإيجابية ، إنه ليس هروبا ساذجا إلى الركون إلى أمل لا يجيء بل إن الأسلوب هنا يشعرنا بوجود الأمل حتى وإن كان هذا الأمل مخبوءا خلف الأنقاض والحطام !
    فتنتهي القصة بمثل ما ابتدأت به في دورةٍ محكمة بدأت بالشعور بالألم وانتهت بدنو الأمل .
    كاتبنا القدير:
    تقبل أسمى آيات الشكر لهذه المساحة الأدبية الإنسانية لنتأمل فيها معك وجوهنا وذواتنا ، قبل أن تغيم الرؤية ويهجم علينا الضباب.
    ودمت بكل الخير والسعادة والألق

  8. #38
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية بوغرارة مشاهدة المشاركة
    =======
    بل ضيف عزيز و كريم ،
    أما الإطالة فلا شك أنها محببة إلى قلوبنا ، فلا تبخل علينا بكل ما يجود به يراعك ،
    و ما يشفي غليل انبهارنا بقلمك ، و توقنا للنهل من مدرستك .

    نحجز هنا مقعدا في انتظار عودتك .


    لك جزيل الشكر أختي الكريمة
    ردك المشجع هذا ازال ترددي وخوفي من المضي قدماً في هذا الاتجاه
    كرم كبير منك ما قلت في حقي






    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    أتابع بشوق حديثك أخي حسام وحبذا لو استفضت أكثر وأمتعتنا بالتفاصيل .
    لن أحرجك بطلب نشر قصتك الأولى ... ولكن القصة التي كانت تصلح رواية ، ألم تفكر في إعادة صياغتها ثانية ؟
    ربما كانت قسوة الأستاذ سلبية من ناحية توقفك عن الكتابة لفترة طويلة ، ولكنك كما قلت قرأت الكثير من الكتب النقدية في القصة ، فهل تعتبر أن ذلك الموقف كان حافزا غير مباشر لك ، وما هي نصيحتك للمبتدئين بالقصة في مثل هذه المواقف ؟

    سعادة كبيرة متابعتك لي أخي وأستاذي د. مازن
    أما عن القصة الأولى فللأسف ليست معي الآن بل هي في مصر وانا الآن في الكويت ، و لو انها معي الآن لوضعتها فوراً في مدرسة الواحة لنناقشها معاً فأستفيد مما بها من سلبيات ولعل غيري يستفيد كذلك ، وانا لا اخجل من بداياتي طالما أضعها في مكانها الصحيح.
    أما عن القصة الطويلة فلم أفكر في اعادة صياغتها كرواية وذلك لسببين أولهما أن طريقة تفكيري في بعض الأمور قد تغيرت وبالتالي لم يعد المضمون يتفق مع أولوياتي ،وثانيهما أنني أحب الاختصار والاختزال ، وكلما حاولت كتابة رواية أجد نفسي احاول فيها ولكن بروح القصة القصيرة ، والرواية تحتاج إلى نفس طويل .. نفس روائي ، وهذا ما لم اجده لدى حتى الآن.
    نعم كانت قسوة الأستاذ سلبية في أول الأمر وربما كان توقفي بعض الوقت بسبب ذلك ، ولكني راجعت نفسي فيما بعد ووجدت انه على حق في رأيه وإن اختلفت معه حول أسلوبه ؛فقد أيقنت بصحة رأيه بعد ما قرات من مؤلفات حول القصة وابداعها ونقدها ،ولكن يبقى النص دائماً هو المعلم الأول.
    ولعله كان حافزاً غير مباشر ولكن بعد رحلة تيه وجدتني خلالها في دروب الشعر أقرأ وأتمعن وأحاول حتى أصبح لي محاولات أطلقت عليها قصائد بها سمات شعرية ولكنها يالتأكيد مضطربة الوزن فقد كنت أعتمد على أذني فقط ، والعجيب أن الطابع القصصي كان غالباً عليها ؛فكل قصيدة (مجازاً) تحمل في طياتها قصة ؛ وقتها عرفت ألا مفر لي من القصة.
    الان أقول أنني مدين لهذا الأستاذ بالكثير فقد تعلمت أن على المبدع أن يحترم إبداعه فلا يعرضه للأخرين إلا بعد مراجعات عديدة ، وان الموهبة وحدها لا تكفي ؛إذ يجب أن تصقل بالكثير من القراءات كي يستكمل المبدع أدواته.
    أما عن نصيحتي للمبتدئين (إن جاز لمثلي أن ينصح) وانا معهم فهي
    لن أقول القراءة فالمفروض انها المحرض الأول على الكتابة
    أكتب كما تشاء ولكن لا تتعجل النشر (سواء في النت او المطبوعات) فقط اترك عملك حتى تذهب عنك الشحنة الانفعالية التي تكتب تحت تأثيرها ، وبعدها اقرأ عملك بعين أخرى لن أقول محايدة بل معادية حاول أن تجد لكل كلمة ـ وضعتها في نصك ـ وظيفة فإن لم تجد لها وظيفة فلا جدوى من وجودها، واطرح على نفسك الكثير من الأسئلة حول جدوى ومنطقية ما كتبت ..هل البداية جيدة هل الفكرة مقبولة هل وهل..
    قد نقرأ مؤلفات تخصصية في فن ما ولكن تذكر دائماً ان النص الجيد هو المعلم الأول ؛فعن طريقه يمكن ان نتشرب الفن الحقيقي .

    ولكن هناك نصيحة أهم للنقاد او القائمين على النصح
    وهي
    أن ننظر أولاً ودائماً للنصف المملوء من الكوب .

  9. #39
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.76

    افتراضي

    السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
    اخي احمد عيسى الفاضل نشكرك لهذا البدء الرائع الجميل
    و نشكر كل من مر هنا جميعا ومتابعون
    وهل وقت الآسئلة مازال مفتوح
    تقديري لكم ايها الآحبة الآفاضل

  10. #40
    الصورة الرمزية أحمد عيسى قاص وشاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : هـنــــاكــــ ....
    المشاركات : 1,961
    المواضيع : 177
    الردود : 1961
    المعدل اليومي : 0.31

    افتراضي

    نعم أخي الطنطاوي :
    سنكون في ضيافة أستاذنا : حسام القاضي مدة شهر كامل
    والمجال مفتوح لطرح الأسئلة طالما لم يكتف هو ويعلمنا بذلك وأنا أثق بسعة صدره وصبره .
    والمجال أيضاً مفتوح لتناول أعمال الكاتب بالطريقة النقدية التي تراها .

    نتابع مع أستاذ حسام ردوده المشوقة .

صفحة 4 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. مسلسل أرباب المهن ورباتها - الحلقة الثانية - القاضي .....
    بواسطة أبو القاسم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-11-2019, 04:47 PM
  2. قاص تحت الضوء (الحلقة الثانية ) .. مع أ. نزار الزين
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 23-04-2014, 05:29 PM
  3. قاص تحت الضوء.. نافذة منكم واليكم
    بواسطة أحمد عيسى في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 05-03-2014, 10:38 AM
  4. قاص تحت الضوء
    بواسطة وفاء شوكت خضر في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 01:48 PM