سأبحر في عينيـــكها أنا أرحل من جديد لدفء عينيك لجوع أبدي لعذابات لا تنتهي في حنايا الروح. أطارد اللحظة وتطردني في انتظار يلهب ويهب ، وأعد الدقائق كأني على موعد جديد ثم أعود إلى محراب عينيك أتلو ترانيم الشوق والحنين.
أعشق هذا الصهيل الشارد في شوارع مدينة صمتك ، وأمسح عن جبهتي آثار تعبٍ يمسِّد غرة ضياعي حينا وينفشها أحيانا. وفي حضرة هذا الأفق البعيد أجدني أُسكن جنوني ودفء غربتي برعشة عينيك وحديث نظرتك الحانية. أحتوي زماني ومكاني وأبحث فيهما عن آهة ما اتسعت لها الآماد ، وأزرعها في نبض حرف أو موال أو قصيدة.
سأبحر في عينيك لظى وجع ، وأعترف أنني بحضرة هذا الحزن النائم ملء الجرح يظل لموتي متعة الحلم ولنشيدي روعة الألم. إن في احتوائي لبريق عينيك حياة أخرى أعيشها وأنفلت من واقعي لأغوص في عوالمك الرحبة الدافئة أصارع بها صقيعا يسفعني كل حين ، وتظل له قدسية موته. هذا البريق الذي تزهر به عيناك فيتعطر بها قلبي ما هو إلا بقايا لوعة فرح راحل.
وفي احتضار موتي وجدب مشاعري أحصد سنبلات حرفك ليبعثني من جديد خصب قصائدك. سأغفو ملء راحتيك لتعلمني لغة عشق جديدة ، أتقنها وأتشرب حزنها حتى أتيقن أنها حاضرة في دمي لتنبت فيه من جذور حضورك شقائق النعمان.