بسم الله الرحمن الرحيم
نامت الزهراء في أنس وسرور، تتقلب في حضن أبيها الحاني؛ تحلم باليوم، وبالغد، والأنس العريض، وتدوس بأقدام حافية ذكريات الأمس المرير...
هزها من مرقدها، أيقظها من غفوتها ، واستلها من مرفئها أخت تكبرها سنا أخذتها غيرة أنثى، وأخت تصغرها لم يرق لهما نومها في مرفأ القلب الكبير!!
وسرت في الليل مكائد تترى، وتواطأ أحباب لها غشيتهم سنة من هوى ....
لكن فطن أبوهن للمكر، فأرسى مراسيها في أعماق بحر من أمان.
قبّل الزهراء، وانهمرت من عينيه دموع الحزن على ماض لم تنل الزهراء فيه ما كان لها.
أمنت الزهراء حينا، لكن غيرة الأنثى عكرت صفو الحياة؛ فاستوى لها في الحضن مقام، ولم يسكن وجيف قلبها، ودارت الساعات والأيام ...
وتسللت إلى حضن الزهراء رسل من أختيها، ورسل أخرى، واختبأت في الأعطاف وفي الأحضان وفي الأحداق ... عبثا تقاوم الزهراء رسل الأختين، واستحكم في قلب المسكينة رعب لم يرحل عنها ... واقتلعتها من مرفئها الغيرة، والمكر المخفي، وأياد مدت ليد الوالد كف الغدر؛ كانت تغزل سجادا من خيط الكيد، ونسج المكر، لم ترض بعدل الوالد في الزهراء..
طرد الأختان الزهراء، والأب في ثقة عمياء يسأل عنها أختيها، لم يفطن للمكر وللكيد، وانهار أمام الضحكات الشاحبة، انتظرت الزهراء يقظة والدها، بح الصوت ولم يسمعها في صخب الضحكات وبهر الأنوار...
وقفت الزهراء في قائمة الانتظار وحيدة، وانتظرت دهرا... ثم نامت في حضن اليأس....