علام ملهمتي تجحدني ؟ ( ترنيمة شوق ) :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
أحنّ إلى شفق المساء وكوكبه ، فما بال وصلك ،،، يقطعني ؟
وأعشق الليل وأنغامه ، فأحس روحي بين نَفَس ونَفَس ،،، تنازعني ؟
وأحتسي من بوحك ترياقا ، كأنك من عجب يا طبيب ،،، تسقمني ؟
يا نبض قلبي وإن لم أبح ، نفورك يا هاجري ،،، يؤرقني .
نفر الربع والأحبة كلهم ، فلا تنأ عني يا ذا الأُنس ،،، فتلهبني .
لهف نفسي على ماض وقد أمكنتك اليدان ، فاختلسك الظالم ،،، وأبعدني .
ونهب منك حقا لي لستُ أنكره ، كأنه على مذهب القهر والتنكيل ،،، ينهبني .
وكأنه وضع أصبعه في كبدي ، وكأنه وسّع الشقّ ،،، ليبعجني .
وكأنه أمعن الحكّ ليدمي الحشا ، وكأنه بمخلب السّبُع ،،، يسلخني .
أحس بزفرات من فيك تُصعّدها ، تخللها التأوّه ،،، فصرّعني .
وأشم ريحك في كل ليلة ، والبعد والنأي من ضمّك ،،، يحرمني .
فهجرتني سحرا وأحسبني ، أصبح قتيلا قبيل ،،، تقتلني .
******
يا ساحر القلب والبحر يعشقك ، فأمواجه مع ريح الصبا ،،، تطربني .
أغار عليك من ثوب يلامسك ، ليت أنّي كنتُ لَبُوسك ،،، لتلبسني .
إن كنتُ أذنبتُ ، فذنبي حسنك ! فتصدّق عليّ بكَ ، علّك عما سِواك ،،، تمنعني .
وإن كنتَ حكمتَ عليَ قتلا ، فرفقا بي وهيّا بما تجود ،،، زمّلني .
ودثرني بدفٍ منك تتقنه ، تهيئة قبل أن ،،، تذبحني .
وهاتِ أرشف من رضابك خَدَرا ، رغم أن عينك أخدر إن هممتَ ،،، تنزعني .
وضمني إليك ساعة يبرد جانبي ، وابكني يا قلب بُعيد ،،، تدفنني .
ويال حظي مقتولا إن كنتَ قاتلي ، ويال حظي مشدودا إن رُحتَ ،،، تُسْلِمني .
ليتك لي كنفسي وظلّي ، فظلي أينما غدوت ،،، يتبعني .
أكاد أجن لفرط جحدك والنوى ، ولحاجة مسّت كانت ،،، تعللني .
فكم سألت الصحب هل رأيتم أنا ؟! ويح الرشد كيف ندّ ،،، ليقللني ؟ .
ألم تُلهمني كالجِنّة ألهمت ساحرا ؟ فعلام ملهمتي ،،، تجحدني ؟
إليك ربِّ أبرأ من كل خطيئة ، علك ربي بها في الحياة ،،، ترحمني .
وبها أخلص من بعض فاقة ، وفاقة الشوق كالنار،،، تحرقني .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حسين الطلاع
14/6/2011
المملكة العربية السعودية - الجبيل