ابتهال أخير لشفاه متكسرة
عمار زعبل الزريقي
بالأمس شاهدنا ولادة الحزن،
أرضعناه دمَّ القلوب الرَّثة أثداؤها،
عانقناهُ بصمت السحب المارة على أرصفة النساء.
تداعبُ الخيالَ، وعبق الشَّوق من مهرجان الرجولة الكاسد،
نفترشُ الأحزانَ نمتهنُ الانعطافَ يسرةً،
لكي لانصل نهاية الحزن المرتمي على جلسات القاتِ،
مواويٌل مسائيةٌ أخذنا عليها.
أخفيناهُ
تأبطنا ذراعيه
نكتبُ على ضفافه وجعنا الآدمي
نعضُ على غصن قات بالبردِّ
فنلتحفُ بساط الروَّح على خدنا الأيسر،
نتوه...
نعود عاشقين،
ثملين ،
نداعبُ رقة الخيالاتِ الهائمة ،
نرحلْ عبر كهوف الغيب ،كعصفورٍ هاربْ،
نلتقطُ حموَّ المكان..
نسافرُ نداعبُ الألوانَ المضطربةَ خلف صخرة الرَّوح نحتمي ببعضنا البعضْ
نلتقطُ الحديثَ على حذرٍ
نومئ الانكفاف إلى أسفل
فتبلل أوردتنا المنكسَّرة حنين القبل
مشمسةٌ حينها الشفتان،
مزهرةٌ كالرَّمان تتلو صلوات الفجر،
ابتهالات غريق تبعثر، تلملم ماتبقى من مدن الأحزان
تمتطي الغيم، في كل لحظة صمتٍ ...تعرِّج
تنهشُ الأضواء، تستنطقُ الطيور
تعبثُ بالقلوب
عند أطياف متاهات الأفق.. أسراب حبٍ
تداعبُ الشَّجون
تراقبُ زرقة السماء.. تذرفُ الدَّموع
حلمٌ يعاود الكرات
يماوج الذهول
يصنع منه غلالة لليل
ويرحل..