ربَّاهْ!! هَلْ سَتطفئُ زخاتُ المطرِ المنهمرةُ في بِلادي هَذا الحريق القادم ؟!!
ياالله ! لِي غَرسةٌ هُناك زَرعْتُها، وسقيتُها. رعيتها سنينَ طويلةَ حتَّى اشتدَّ عودَها
حفرتُ اَسمها بأناملي على كل فروعها، وأوراقها حتى أصبحتْ باسقةً أسميتٌها وطني
سورية... ودمعة رجولة سحت وتناثرت عبر الأثير تتضرع إلى الله ،أن يحميك في علاه
أتوسل إليك أيتها السماء، فهناك أمي في باحة الدار تتكئ على عكازها ، تواقة لعناقي تنتظر قبلة كبرياء
وقبر أبي الجاثم ينتظر الدعاء، وسورةَ الفاتحة عند المساء
أستصرخك .أيتها الغيوم تصادمي ،ألمعي ,اغضبي ،أرعدي لعلك توقظي ضمير الأوفياء
فقسمًا والذي بسط الأرض، ورفع السماء، لم أعد أستطع سماع العويل، ونحيب النساء
أنصتي إليَّ ،أتشعرين برجفتي، وحرقتي؟ يقولون الرجال تبكي، وأقول مايحدث يبكي السماء
ليت السماء تبكي، فتطفىء نار الفتنة وتريح قلبي من هذا العناء
فتسقي غرستي،وتسعد والدتي ،وتنبت الخضر على قبر أبي ويجرين الروابي نبع العطاء
وتسآلوا:
هلَّا ألبستها قافية؟! أجبتهم: دعوا العنان لقلبي يبوح عني بما يشاء