ضئيلة هي مساحة الحروف التي تحدثني عنك ، ترسم صورتك البهية في مخيلتي
تنقل تفاصيل ابتسامتك المدهشة ونبرات صوتك العذب وهمسات عينيك الساحرتين
تحملني نحو تنهيداتك البعيدة بعد المحيطات باتجاه البوح الساكن المنبعث همساً من هناك
حيث أنت ، حيث تفرش الأرض بساطها لخطواتك الرقيقة لتسمعني شدواً يطربني
يهبني إصغاءة نقية يشدو بها وتر حبكه تناغم الخطوات والنظرات .
مدهش هذا الشعور حين يسافر بي نحوك فأنت منبعه حين ظهرت بعد أن أمحل الجفاف الفؤاد يباساً
وشاخت كلمات الوجد حتى أحدودبت وصدئ الحرف في مقتبل العمر مما عانى من هجير الفقد والبعد
إني هنا احاول جاهداً أن أفسح المجال لكل حرف يطل برأسه ليتحدث عنك واتجاهل بقية حروفي كي أسمع عنك
كل دقيق وجليل ، أبحث عن سر تلك الهزة التي أحدثتها في كياني ذات لحظة عابرة .
لن أتوقف عن رحلة الشوق إليك أيتها الروح النقية العبقة لأتسامى علواً
تحدوني مشاعري توقاً لتكوني قرينتي مدى العمر فقد سئمت حياةً رخيصة ليس للروح فيها مكان ومللت جمود البشر
حين لا يرون إلا بعين المادة والجسد ولا يتفاهمون الا بلغة المصلحة العقيمة .
ألا يحق لي أن أكتبك غزلاً وأصورك وجداً؟
بلى يحق فإني عاشق لرفيف جناحيك يحلق بي نحو آفاق الشموخ حيث الصفاء والنقاء
فأنت أولى بكل حروفي .