حَزِينٌ حزينٌ أَنَا
لأنّ التّماسِيحَ في أَرْضِنَا
...تَسْبحُ في بحرِ الرّملِ
تَرْكضُ صوبَ شَوارِعنا
ثم تَرْحَلْ
سَعيدٌ سعيدٌ أَنَا
و لَمَّا صَمَتْنَا
تَحدّثَ عَنّا الدُّخانُ
و قال الكثير
بوقت قصير
كما قِيلَ في بَعْضِ أَمْثالِنَا ..
ربّما الفيل أُوْقِعَ وَقْعاً
بِفِعْلِ النّمِلْ
أَضِيفُ عَليهَا من الذّكرِيَاتِ
إِذَا الكونُ أَشْرقَ يوْماً
بفعل الدخان على أرضنا
سَتَحْزِمُ كُلّ النّجُومِ حَقَائِبها
لِتَشْعِلُ فِيها فَتِيلُ الأَملْ
سعيدٌ سعيدٌ أَنا
لأَنّ الطّبيعةَ لَمْ تَمضِ
نحو انْتِقَاصٍ
ولكن حصتنا من تَضارِيْسِهَا
فَضَاءٌ يَمُدُّ إلى الاكْتمال
حزينٌ حزينٌ أنا
لأَنّ الدخان يحمّلُنا فوقَ طَاقاتِنَا
ويُسْرِي بأَورِدةِ الوقتِ
ما غَابَ عنّا طويلاً طويلْ.
حزينٌ حزينٌ أَنَا
لأَنّ النجومَ بَدتْ في ليالينا
حَاضِرةٌ للغيابِ
لِكَيْ لا تُجدِّد تَذْوِيبَ ثلجِ الخَجلْ
عجيبٌ عجيبٌ أَرَى
لأَنّ القُضاةَ هناك
لقد أَدْمنوا..
كثيراً كثيراً
على هيروين الخَطلْ
حزينٌ حزينٌ أَنا
لأَنّ البراكينَ تحت السماءِ
تُراهِنُ مَا فوقَ هذا الترابْ
على الحاضرِ المُحْتمَلْ
وترسمُ أَجواءنا بالرسائلِ
قائلةًَ ..لماذا
هنا أَخرس الظّلمُ صوتَ الأملْ ؟
حزينٌ حزينٌ أَنا
لماذا يمدونَ في نقلِ
تلكَ المسافاتِ نحو الخيالِ
ولم يألموا إذ تأبطَ
كتف الدَنَاكِلِ ليلٌ طويلْ
جديرٌ جديرٌ أنا
بهذي البلاد التي!
صَخْرُها من ذَهَبْ
ومن فِضّةٍ رَمْلُها و لُجَين
و من كَهْرمانٍ غدا صَبْرُهَا
فَفِيها الصّباحُ
يَظّلٌ على عَهْدهِ
يُلَقِّمُنا من رغِيفِ الجمالْ .
غريبٌ غريبٌ أَنا
لأَسألُ نفسي
لماذا التّحَدِي تَحدَى
الصُّخُوْرَ
لماذا سأَقطفُ من وردِ هذا المحالُ
قرنفلة المستحيلْ
سعيدٌ سعيدٌ أنا
لأنّا عدوٌ التخاذلُ والخوف
والأَرضُ تشهدُ إنّا حملنا السيوفَ
نياشينِ أحلامنا
رفعنا لواء الكرامةِ
والمجدُ يعرف أَسْلافَنا
تُباري صُعوداً عُلوّ الزُّحلْ .
* نبرو جبل بركاني يقع في إقليم دنكاليا بإرتريا ..ضمنم بلاد العفر الممتدة عبر ثلاثة دول في القرن الافريقي ارتريا / اثيوبيا / جيبوتي..
حيث تناولت نبأ انفجاره وكالات أنباء كل الدول المحيطة من باب تأثير الدخان الذي انطلق من هناك على رحلات جوية ولكن لم يسال احد عن ضحاياه من سكان المنطقة ....انها الحياة بكل مفارقاتها .