قَبَسٌ
ما لِلْغُيوم السُّودِ تُمطرني
بسهامِ شَكٍّ عاصِفِ الهَُتُنِ ِ
ما لِلرياحِ الهُوجِ تنزعني
من راسياتي ثمّ تهشِمني
الغيبُ جلاّدٌ يُعذّبني
بهواجسٍ ورؤىً تُخبّلني
والريبُ سُلطانٌ على نَظري
والريبُ سُلطانٌ على أذُني
والريبُ سُلطانٌ على خَلَدي
والآمرُ الناهي على ظِنَني
ماذا غَدٌ ؟ وغدٌ بأيّ جَوا
رحِهِ سيطرُدُني ويَقْنِصُني
****
هَمٌّ مُقيمٌ كادَ يقتلني
والقلبُ في وَجَعٍ وفي وَهَنِ
وأنا غريبُ الدارِ والوطنِ
وأنا غريبُ الفكرِ والزمنِ
بَيْني وبَيْني مَحْوُ ذاكرةٍ
وكأنّ ما قدْ مرّ لمْ يَرَني
ويحي عليّ،طفولتي نَسِيَتْـ
ني ، والصّبا ما عاد يَذكرني
وكأنني ما عِشْـــتُ في عُمُري
يوماً ، كأنّ العُمرَ أجهَضَــني
آهٍ أيا أمّاهُ مِنْ حَزَني
قلبي يَئِنُّ ، وعنكِ يسألني
****
قَبَسٌ مِنَ الرحمنِ آنَسَني
فَعَجِلْتُ لا ألْوي على شَـجَني
عانقتهُ ، واستسلمَتْ لِسَنا
هُ مواجعُ الوُجْدانِ والبَدَنِ
وسَكَبْتُ نفسي عندَهُ خَجِلاً
مِنْ مَيّتٍ في أسْوَدِ الكَفَنِ
ناجيتُهُ ، ورَجَوْتُ رحمتَه
والأدْمُعُ الحرّى تُشاركني
فاهتزّ منّي هامِدي ، وَرَبا
واخضرّتِ الأوراقُ في فَنَني
فإذا بُـرودُ الـرَوْح تَلحَفني
وإذا رياضُ الأمْنِ تَسكُنني