بَعيدَةٌ أَنْتِ عَنّي
بُعدَ السماءِ عَن الأرضِ
لَكنَّكِ قَريبةٌ مني
تَستَحمّينَّ في عينيّ، تَغفينَ عَلى أهدابي
وَتسكُنين أعماقَ القلب
زَوارقُ مَشاعِرُكِ تَسبَحُ
في خلجانِ شَراييني
فتخترقُ شَواطئيْ اَلعارية صيفاً
وَتُدثِرني شِتاءً بمشاعرٍ حَميمةٍ تَكويني
ضُمّيني أَكثر
فأنا رَجُلٌ أخشى أن أتبعْثَر
بخريفٍ قاسٍ لا يرحمُ أحلامَ العشاقِ
كُونّي الحرفَ عَلى صَفحتي بَلْ كُونّي أَنْتِ الدَفتر
اجْمَعيني حُباً ثُمَّ أنثريني حَناناً وَعبيراً انْثَجَر
أَركِ، مَلاكاً تَسكُنُ صُورتهُ وَجهَ البَشر
أنتِ جميع فصولِ الأرضِ
فَما أحلاكِ مِنْ قَدَر
حسناً
دعيني أرسُمُ عَلى خَديكِ تباشيرَ التفاحِ الأحمرِ ،
وألثمُ عبقَ العنبرِ
ثٌمَّ أنهلُ
من رقراقِ الثغرِ نميراً ماءَ الزمزمِ
يا أنتِ يا مجموعَ أَزاهير نَبَتتْ
أحياناً عَلى أطلالِ جَسدي
وَزَينتْ مرُوجِّي في أحيانٍ آُخر
أمَّا أنا فكما أنا لنْ أتبدلَ
فَفَراشاتُ حنينيْ تَتهادى
عَلى شطآنُ العاجِ وَيساتين المرمرَ
أنا فَراشَةٌ تَتراقَصُ
عَلى حَباتِ التوتِ الشاميّ،
وأخرى تعشق ُ طعمَ الرمانِ الأحمر
أتوقُ لأن أغفو على راحتيكِ
فأَغْفو منتظراً !
قَرِّبيني مِن وَجهكِ ، من شفتيكِ
مِنْ عِقدِ اللؤلؤ ومخازن السُّكر
وَقبل أن أقولُ
أُحِبُّكِ سيدةً فيْ مملكتي
تجتاحُ كياني
مُعانِقةً !
تعالي قُربي أكثرَ وأكثرَ فأكثرَ
هَيّا
ضُمِّيني أكثر !