ألوان من وحيها
يا لكِ من غِياثٍ أيتها الهاطِلةُ وردًا، كلَّما يمَّمْتُ يَبَاسي نحوَ حُضورِكِ أرْخيْتِ العنانَ لجَميعِ خُضرتِكِ، فانْسابَ في جَرَيانِ شَراييني الرَّبيعُ، وانْثَالَ عِطرُ الخزامى على صُفْرَتي يؤَلِّبُ جَفافَ جُذوري على المُضِيِّ في ارْتكابِ زهرٍ أبْهى من نَيْروزِ بِلَادي .
عَلَّمَني صفيرُ ريحِ الخريفِ أن أرُشَّ عالمَكِ على جَميعِ أشْيائي لِينتعشَ السَّهَرُ، وتقاوِمَ ورَيْقاتُ أغْصانِي فتْنَةَ السُّقوط .
تُرى حَبيبتي .. أَأَنا مثلُ الحَالِمينَ أتيحُ لكِ حينَ أبْدو بمتَناولِ نَاظِريْكِ بَعضَ اخْضِرار؟
في أَثَرِ شَمْسِكِ تَمضي عَتْمةُ أكْوانِي، فَلا تُقلِقِي جَفْنَيْكِ برفعِ ستارَةِ الرُّؤْيا قبلَ أن ينعكسَ على كَواكِبي ألقُ روحِك في احمرارِ خدَّيْكِ ..
أرِقٌ ياسميني إن لم تُهدْهِدْ بياضَ أوراقِهِ نسائمُ أمسياتِك، ومقيتٌ بائسٌ أنا .. إن لم تُلْقِ جنِّيَّاتُ صباحِكِ على كَاهِلَيْ اغْترابِي عَباءةَ النَّدى، وعلى محَيَّا رماديَ الشَّاحبِ قبَسَ وَميض .
لا شيءَ أنا في عُرْفِ الأمكنةِ والأزمنةِ والأبعادِ والألوانِ، إنْ لم تظهري يا مُبهرَةُ ... على امْتِدادِ أمْدائِي بريقَ فجرٍ غَيرَ آيلٍ لِلَّزَوَال !!!!!