رسالة قصيرة إلى قلمي
قلمي / ها أنذا أحملك بين أنامل ناعمة لا تخمشُ من يلامسها ، لأخطّ بكَ ما جال بخاطري إزّاءَكَ هذا المساء :
يا منْ يعِزّ عليّ أن أراهُ نائماً في أحضانِ الجفافِ ، جالساً من قُرّائه مَزْجَرَ الكَلْبِ ..ما بالُكَ تلتزمُ الصّمتَ ، تصومُ عن الكلامِ ، تلتحفُ عباءَةَ السّكون والرّكود ، وكأنّ أمري لم يَعد يعنيك ..
عهدي بكَ تُسطّرُ كلّ ما ينتابني من شعور ، ما يختلِجُني من إحساسٍ ، وما يعتريني من اضطرابات وأزمات ، أفراح ومسراتٍ ...
كنتَ تنطلقُ على القرطاسِ كفرس جموح تنهبُ أرضَ البيداء نهباً ..تجري
( جريَ السّعيد مدى ما أمّلا ) ..كنتَ تُدْخلُ عليّ من السّرور والحبور ما ينسيني واقعي الأليم ...
يا تُرجُمانَ القلبِ سجّل بربّكَ ما يمليه عليك خاطري منذ اليوم ولا تعصِ لربيعك أمراً ..فأنتَ منّي بمنزلة الرّوح من الجسد أو أكثر .. قد أختنقُ وكلماتي إذا لم تنتشلني من بِرْكَةِ همومي ، أحزاني ، ومصائبي ..متنفسي الوحيد أنت بعد ربّي يا قلمي..
.................................................. ...........
نصيحتي لك أيها العزيز : لا تتسرّع في شطب بعض الكلمات والعبارات التي لم تَرُقْكَ ، كما كنتَ تفعل في الأيّام السّالفة ، فقد تكونُ تلك الكلمات بيتَ القصيدِ ، ومربطَ الفرسِ عند قُرّائك ، وما لا يروقك أنتَ قد يذهب غيرُك في استحسانه كُلّ مذهبٍ ...وما تراه قبيحاً قد يراه غيرُك في منتهى الجمال والكمال ، فالأذواقُ تختلفُ ...
واجعل دائماً نصبَ عينيكَ قولَ العربي :
فلا تكتبْ بخطّك غير شيءٍ ...يسرّك في القيامة أن تراهُ
ودمتَ في رعاية المولى ، وكلّ عام وأنت بخير
تحياتي ومحبتي التي تعرف !
18 / 08 / 2012