أأقـــول شكرًا ؟
بقلم
آمال محمود كحيل
هــــل لي بذكــرى مـنك كانــت وردة
أهديتنــــــيها ذات يــــــومٍ مـــاطــــر
أو بعض أحــــــلامٍ نسجـتَ خيـوطها
في مـــقلتيَّ بحــضــن لــيــل ساحــر
أو خاتمــًـا ألبسـتنـــــيه وقـــد مـضى
دهـرٌ علـــيه فلم يفــــارق نــــاظـري
بالأمس كان عـــلى هـــوانــا شاهـدًا
واليــوم أصبــح رمـــزَ وهــــمٍ دابــر
هـــوِّن عـليــك فـمــــا أردت بقــــاءه
في إصـبعـــي إلا ليلـــهبَ خــاطـري
ولكــي يذكـــرنـي بشـخص عـــابـث
أحـــببتــــه فـأهـــان حـس الشــاعـر
هــــذي قصــاصـاتٌ كتـبت ولـم تـكن
تعني بها غــير اصطيــاد مشـاعـري
فـلتحـتـفـــظ بحــروفهــــا أو ألـقــها
في اليمِّ مع ذكـــــرى جـــنونٍ عـابـر
وإلـيك صورتــك التي قــد أضـرمـت
في الصــدر أشواق الزمـان الغـــابـر
وصدى لحُــون كم عشـقت سماعها
لانت لها أعطـــاف قلـبي الطـــاهــر
خــــذها ولا تســأل لمـــاذا لـم أعــد
كالأمس أو لِمَ قد قصـصتُ ضفائري
ما عــــدت كالأطفــال أحـلم بالدمـى
وبقصـــةٍ تــــروي فضـــول الحائـر
ودعـــابةٍ عــــند المســـاء وضحكة
أو قــبلـــةٍ فـوق الجــبـين الســاهـر
ما عــدت أحتمل الهــــوان فلا تــَلُم
إن ضقـتُ ذرعًا أو أطـلت أظـافـري
أنـت الــذي أصـــدرتَ حكـمَ إدانـتي
وطعنتني في الحـب طعــنــةَ غــادر
أأقول شكـــرًا إذ قـــتلت بــــراءتـي
ونسـفــت أحـــلامي بقـــدرةِ قــــادر
أم ألــف شكــــر إذ أبــَـنْتَ حــقيقـة
غابت طـويلاً عــن مـدارك ناظـــري
قد شئت في الحب امتهان كـرامـتي
وأردتني للمـــوت أســلــم طـائــري
لا تعـــتذر قــد كـــــان ذنبــي أنـني
صدقتُ وهمي ، يا لحـظي العـاثـــر
اليـوم أقـــــرأ فـي عيونــك قصـــتي
وعلى الشفـــاه أرى ابتسامة ساخـر
فاجهــــر بمـا تُخـفي فلست معاتَبًــا
واكشف قناعك في وضــوح سافـــر
وأهنأ بما حَصَـــدَت يـداك مفاخـــرا
إني وعـــيتُ الآن حجــم خسائــري
الحــب كـان خـــطيئتي وجــريمـتي
لولاه مـــا كــنت اقترفــت كبائــِري
دعــني وما أورثتنــيــه من الأســى
لا ترجُ صفحًـا مـن فـــؤادٍ عــــاقــر
وأعـــلم بأني لـــن أجــــود بقطــرة
جـــفت ينـــابيعي وكـــل مصــادري
مـاتت بقلبي الذكـــريــات فلا تعـــد
آن الأوان لكـي تــــودع حـاضـــري
دعني هنا وحدي أسامــرُ وحـــدتي
في الظل حيث أردت وأدَ مشاعـري
دعــــني أمــــزق كل ما كتبت يـدي
يومـــــا وألقي في الجحيم دفـاتـري
وارحل بعيداً عن حـياتي هل تــرى
أني انتهــيت فبئس غـدرك قاهـري