"قام من نومه فزعا يبحث عنه مع غلظة محاولة الزوجة لتنهضه من السرير إذ اعتاد على ارتداء هذا القناع الناعم الأملس -ولو فيه بعض الذل -تناول فطوره اختصم الأولاد وتشاجروا مع بعضهم البعض أمامه فخلع الأول ثم لبس قناعا آخر غليظ معتم يتلون بتلون المواقف الفظة ثم صرخ فيهم اسكتوا يا أولاد الــ ..... و الـ....والـ... الناس بتخلف كي ترتاح أما أنا – وكأنه ينتقم من ذل الآول في لبس هذا والذي يتمتع بارتدائه كثيرا ،ارتدى بذلته الأنيقة مع قناع العمل وحين خرج من البيت خلع قناع العمل إذ أنه لم يصل إليه بعد وارتدى قناعا أخر يتسم بالحشمة والوقار و الشخصية الجذابة العاقلة حتى يمشي بضعة امتار بين بيوت أهله ومعارف قريته ليصل لسيارته ما لبث ان خلعه وارتدى آخر يشعره بالزهو والعزة والتعالي والكبرياء إذ من عنده مثل ما عنده من هذه السيارة الفارهة والتي منظرها يبهر من له لب او ليس له وهم كثير وكأن راكبها وزير من الوزراء وصل إلي عمله ارتدى قناع العمل وفجأة احتك كتفه مع كتف مديره وهو يدخل الشركة فبسرعة صارعة وصارخة ايضا ارتدى قناعا يقارب القناع الذي يرتديه لزوجته في البيت بيد أن لونه مختلف فيتنحى ويرجع للخلف خطوتين ثم ينثني مع مد احدى يديه للمدير قائلا له عفوا سيدي
حضرتك الآول فأنت الأول في كل شيئ فكيف لا تكون الآول في الدخول واليد الآخرى على هيئة التعظيم او تكبير اقامة الصلاة خرج من العمل قابل بعض أصحابه العقلاء الخيير ين فبسرعة ارتدى قناعا يناسبهم رغم انهم خبيرين بكل اقنعته أهلا اخواني الآفاضل أهلا أحبتي وأخذ كل واحد منهم قسطه من التبجيل والعرفان ولا ينسى أن يضع بعض البهارات بكلمة اخي لكل واحد منهم أو شكرا أخي في النهاية أو حتى جزاك الله خيرا مضى إلي المسجد فرأي الشيخ المهيب فأنحنى يكاد يلمس قدميه ثم اعتنقه ثم عزمه على الغداء عنده دخل الشيخ الذي لا يرد دعوة أحد – إلا نادرا - حتى ينال الثواب توقف الشيخ أمام باب البيت حتى يدخل هو الآول فيصلح شأن بيته وأولاده
فدخل وسمع الشيخ جلبة وصراخا وعويلا ولطمة كادت ترده من حيث أتى خرج صاحبنا ثم أشار له بالدخول وهو يحاول ارتداء قناع التبجيل والكرم للشيخ ولكن الشيخ فاجأه بأنه سيعود مرة أخرى فاعتذر له وتشبث به لابد ان نتناول الغداء معا لن اتركك تغادر ابدا هذا بيتك زوجتي رحبت بك كامل الترحيب والبيت على اتم استعداد لاستقبالك فضحك الشيخ ثم قال له يابني: سبحان الواحد الأحد الفرد الصمد "ما جعلَ اللهُ لرجلٍ من قلبين في جوفه"و أشار له أن يغير قناعه فقد ارتدى قناع زوجته وما زالت آثار الصفعة شاهدة على ما حدث بالداخل ."
أرجو ألا أكون فقدت خصائص القصة في رحلة البحث عن الشعر
وأرجو أن تحوز الرضا والذائقة
دمتم مبدعين