جلس على كرسي مهترئ ، يرشف في غربة الليل قطرة هم جديد .. شهق الفجر ، وحلقت العصافير تخفق فوق سماء أرضه ، سئم مراوغة الزمن المتحجر ، فقبع بين جسد الأيام في باحة الانتظار .. يتنصت ويرهف السمع ، فما سمع غير لغة القصف والدمار ، كان بوده أن يوزع تذكار حبه على من خلف الجدار ، أعياه الـتـنصت ، فأسند ظهره على الإسمنت البارد ، وحلق بفكره خلف ضباب تائه ، ينتظـــر وينتظــر ..