المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة
سؤال اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك 1434 هـ :
أ- قال تعالى في سورة الأنعام : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ) (151) وقال في سورة الإسراء : ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا ) (31 )
* لماذا قدم – سبحانه - رزقَ الآباء على الأبناء في الآية الأولى ، وقدم رزق الأبناء على الآباء في الآية الثانية ؟
ب- قال الشاعرُ :
إذا ما الغانياتُ بَرَزْنَ يَوْماً * وزجّجْنَ الحواجبَ والعُيونا
* أعرب ( العيونَ ) في البيت السابق .
أ
قدّم الله سبحانه وتعالى رزق الآباء في الآية الأولى على الأبناء: [نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ]، وفي الثانية قدّم رزق الأبناء على الآباء: [نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ]؛ وذلك لأن الكلام في الآية الأولى مُوجّه إلى الفقراء دون الأغنياء، فهم يقتلون أولادهم من الفقر الواقع بهم لا أنهم يخشونه، فأوجبت البلاغة تقديم عدّتهم بالرزق تكميل العدّة برزق الأولاد.
وفي الآية الثانية الخطاب لغير الفقراء وهم الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر، لا أنهم مفتقرون في الحال، وذلك أنهم يخافون أن تسلبهم كلف الأولاد ما بأيديهم من الغنى، فوجب تقديم العدّة برزق الأولاد فيأمنوا ما خافوا من الفقر. فقال: لا تقتلوهم فإنا نرزقهم وإياكم أي أن الله جعل معهم رزقهم فهم لا يشاركونكم في رزقكم فلا تخشوا الفقر".
قال الله سبحانه في الآية الثانية {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}، فجاء هنا بلفظ الخشية دون الخوف؛ لأنّهم فوق توقّعهم لمكروه الفقر عظّموه، ودليل تعظيمهم له وتهويلهم أمره أنّهم أقدموا على قتل أولادهم، فناسب هنا التعبير بالخشية دون الخوف لبيان تعظيم الأمر عندهم.
......
ب
الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب
العيون: مفعول به لفعل محذوف ، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره،
وتقدير المحذوف:وكحّلن العيون،ولا يُمكن أن تكون العيون معطوفا مباشرا لأنها لا تُزجّج وإنما تُكحّل.
وجملة "كحّلن العيون": معطوفة على جملة "زجّجن الحواجب"،
فالواو من حروف العطف التي تختص بجواز عطفها عاملا قد حُذِف وبقي معموله وهو هنا العيون.
والله أعلم