كثيراً ما أتردد على محلات بيع العطور ،وهي عادة أقوم بها كلما ذهبت إلى السوق ، أبدأ بعملية الشمّ لهذا العطر وذاك ،ولكثرة العطور والروائح الزّكية يصعب عليك التمييز، فتجد هناك "في المحل " فنجاناً وضع فيه حبات من القهوة المحمصّة ،فتشمها لِتعدّل اختلاط الروائح وتُهدِّء من ذاك الشغب العطري الّذي خربط استشعارات الشمّ وأفقدها القدرة على التحليل ، فتأتي حبّات القهوة برائحتها الفريدة وتعيد الإتزان ويرجع كلّ عطر إلى رائحته الأصليّة .
اليوم وفي كل صباح، عندما أبدأ بتحضير قهوتي ،وعندما أُخرِج حبات القهوة المطحونة ،تفوح رائحتها فور إخراجها من علبتها فيتعدّل مزاجي وَتُدوزنُ عيارات المخِّ وتُضبط ،وتُصفّى خربطات النوم، وهواجس الأحلام ،وبقايا كوابيسٍ علقت في أرشيف أفلام النوم القديمة .
صباح الخير لحبيبتي، وصباح الخير لكم برائحة القهوة .
عدنان الشبول