"إهداء إلى روح الشهيد محمد الذرة"
طَلّقُوِني منك غصبًا
وعشقت الهروب فلم أمت
إشترو ليوم ولادتي
ستارا يحجب عني القضية
وسلطة أرهبوني بها صبيا
جاؤوا من الأشكال فقدموا
وضعوا لعقلي غِشَاوَةَ غطاه
وجَلّلُوْا أفكاري بالخَيْبَةِ ياأمي
لكن...!
وجه الفطرة رسمني
حِفْظُ المَلَكُوتِ رَعَانِي
ويدٌ كانت أقرب لقدري منكم
بخفة البرق من مكائدهم إنتشلتني
وضعتني بالأرض
فكرة ترسم مجيئها
صورة تلبس ألوان الذكرى
سنبلة عند مصب النهر نَمَتْ
وصهيلا لفرس بُرَاقِيٍّ
على صهوته تَسَنّمْتُ أدراج السماء،
فصغري الذي سرقوه مني
وحضن أمي الذي يتموه
وحليبها الذي لم أتَشَفّقْ منه
رحمة الأمومة
وصراخي الضائع في فجر صلاتك ياأبي
وآهات جدتي بفراش موتها
وليل أختي المرعوب قمره
وأخي الأكبر المُدَجّجَةُ شهادته بالحجر
ذكريات لأجلها روحي
تتنفس الماء والرمل،
فأنا الرمز الدي سطعت ذرته بالشهادة
وجلب الويل على جُبْنِكُم
فهل ترونني...؟ إني قادم
معي قلب عربي كبير
وإخوة وهبوا نبضهم لقلبي الصغير
وأنا ذلك القادم
على صهوة الريح أطير
أحلق فوق ليلكم الضرير
وأنتظر مجيء الفجر
لأُلْبِسَ الأرض زَيّ الحرية.