محض حروف
ما زال يسرق نفسه من نفسه=ويحوك مبتسما ملامح بؤسه
ركب الشراع إلى البعيد تقوده=أوهام زيف من بلاهة حدسه
... ويظل يرحل والرمال قصوره ال=لاتي تذكره بمسجد قدسه
شرب الجديد من القديم زجاجة=فتصافحت كل القرون برأسه
طيف من الماضي يخاتل قادما=في حاضر ينسيه قمقم حبسه
ضل الطريق وحوته اتخذ السبيـــ=ل إلى البحارعلامة عن نحسه*
************************************************** **
هي رحلة أخرى ويعرف أنّه=من صحوه ستكون كرمة كأسه
هو ذاهل في عالم متشابه=ما عاد يعرف رومه من فرسه
سيكون هذا النفط زنجي الهوى= ليقود أبرهة إلى قليّسه *
ويظل رب العير يشحذ سيفه=(للمومس العمياء) ليلة عرسه
************************************************** **
هي رحلة أخرى ويعرف أنه=هذا الربيع علامة عن يبسه
الحرف شيطان يسافح مجمع الــ=بحرين* يحتطب الزهور بفأسه
الخبز في يده اليمين وفي اليسا=ر سحابة تروي مقابر غرسه
وتعود آمنة تهدهد طفلها= كي لا يؤرق( يزدَ جردَ)* بهمسه
والليل ينشر جنده متثائبا= وسنان يفتض الضياء برجسه
شيء يذكره بعنترة الذي=يرجو اعترافا من مشايخ عبسه
************************************************** **
هي رحلة أخرى وحمق تعجّل= ويؤوب مختتما نهاية درسه
لن يستطيع الصبر ، يحسن دائما= نقش السؤال ولا يقوم بطمسه
* القليس : يقال أنها بناء ابتدعه أبرهة الأشرم في اليمن ليصرف به الناس عن الكعبة، وبقية القصة معروفة
* يزدجرد : آخر الأكاسرة والذي استولى العرب المسلمون على عاصمته المدائن وأنهوا بذلك الدولة الساسانية
* مجمع البحرين : الذي أراده موسى في رحلته بحثا عن العبد الصالح طلبا للمعرفة كما جاء في القرآن ( وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا )
* حوته : العلامة التي عرف منها موسى مكان العبد الصالح في رحلته طلبا للمعرفة ، كما جاء في القرآن ( فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا )
من مجموعتي الشعرية : المزامير الاخيرة