حكايـة أصيـص
بحكاية الأصيص صار وداعها
وحكاية الأصيص تذكرُها
فمازالت بجوف القلبِ
قد كانت ....( رنــا )
أصيصها
في الفجـر ..
قبل الظهـر ..
بعد العصـر ..
في الأسحار
يذكـرها
ما انفك يرسـمها
أيقونة في قلب لوحتـه
ويرمق صمتـها
بين الهنيهة والهنيهة
باسـماً
خلف السـتائر
في مواجهة الجـدار
تركَتْـه وارتَحلتْ
وفي عينيه شـوقٌ نـاضحٌ
لرفيقـة الأيـامِِ
مذ عرف الطفولة والشـباب
مذ برْعَمتْ ضحكاتها
في دوحة الأصيص أكمـاماً ملونةً
وأغرقه مزيج من صباها الغض
والسـِّحر المُـذاب
ما زال يرقبهـا
ويسـمع همسها
وينصت باسـما لضجيجهـا
عند اللقـا
وتنيـره .. في الليـل
كالمصباح ضحكتهـا
ما زال يسـعد بابتسـامة ثغرهـا
يحتـجُّ ثـرثـرةً ويصمتُ
إن تغَّلـبَ دمعهـا
أصيصهـا ما زال ركنـاً هادئـاً
لمسـيرة الأزهـار من أترابهـا
أخواتهـا ...
ما زال كالقصـر المُحصَّن
في التزام الـدين
كالحصن المَشـيدْ
في حضنه كبـرت
وأضحت زهرة ميّـاسـة
تختـال سوسنة على كل الـورود
فتلـوَّنت وتخضَّبت
بالعطـر والحنـاء
والطهـر المعتَّـق
في انتظار العـرس
واليـوم السـعيد
أوطائـرا بين الطيـور محلقـاً
ومغـرداً طُهـراً لسـرِّ وجوده
ببسـاطة الأحـلام
والرأي السـديد
ما انفك ينشـدها
ويحلم أن يراهـا أثمـرت
كأميـرة شـرقية
ثمـراً يليق بعرشـها
في كَـرْمِ حارسـها ..
وفارسـها الجديد
أصيصها امتلأت جـداول عمره
فرحـاً
لما رآها في ثيـاب العـرس
ترفـل
كالأميـرات اللواتي قد مـلأن حكـايات الطفـولةِ
أو رواياتٍ يصـوغ الجـنُّ قصتهـا
وتملـؤها السـعادة
في فضـاء مشـرق القسـمات
في عيـش رغيـد
أصيصها لمَّـا تفتق وردهـا
وانسـاب عطـر النضـج من ضحكاتها
لما تقـدم منْ يحـاول أن يشـمَّ أريجهـا
واختـار آيات من القـرآن
مَهرَ زفافهـا
ضحكت له الأيـام واعتنـق الحيـاة
أضحـت به أرجـوحة
يغفـو على أهـدابها
ويزيح عن كتفيـه أثقـالاً
من التعـب المرافق للحيـاةِ وهمّها
ذهبت تشـاركه
بأمر الله في عمـرٍ مديـد
محبـورةً
والشـوق يتبعهـا
الى بيـت أصيل طـاب منبتـه
لتُسـعِد أهلـه
بجديدهـا
فهنـاك أصيص جميل
سـوف تمـلأه وروداً
عنـد فارسـها وسيد
بيتها الموسـوم
بالأدب الشـديد