كيف للشخص العادي أن يصبح مثقفا ؟
• محمد الكندي
قد يختار المرء أحيانا كيف يختار كتبه ؟ كيف له أن يفرق بين كتاب وآخر ؟ هل إذا كان هو يقتني كتابه بنفسه فماذا عن أطفالنا يقتنون من الكتب ما يريدونه أم يجب على أولياء الأمور أن يرشدوهم إلى الكتب الخاصة بهم ؟ ثم يتساءل المرء أحيانا هل هو من ضمن المثقفين وهل المثقف لقب حكر على مجموعة معينة من الأشخاص فقط ؟ وفي النهاية يحدث تساءل آخر هو هل إن حب القراءة سلوك وراثي وكيف ينمي الشخص ولعه بالقراءة ؟ أسئلة كلها حاولنا أن نتلقى إجابتها من أشخاص لهم بصمتهم الواضحة في مجتمعهم حب القراءة هو من طبيعتهم فتناولنا معهم هذه الأسئلة ففي بداية تجوالنا بمهرجان القراءة للجميع التقينا مع عبد الله بن عامر العيسري الذي أكد لنا في البداية أن اختيار الكتب مسألة تختلف وفق للمرحلة العمرية فالطفل ينتقي له الكتاب الذي ينمي له مهاراته اللغوية ومن ثم العقلية والسلوكية إما المراحل الأخرى فتختلف فيها وجه القراءة فتكون إما قراءة تخصصية أو قراءة عامة والتي عادة ما تضيف للقارئ مهارات جديدة متنوعة وأشار إلى الشيخ أن مسألة الوقت تعتبر من الأشياء المهمة في القراءة فالذي قد يركب طائرة أو قطارا فهو يبحث عن شيء يسلي أكثر من حصاد المعلومات كقراءة الروايات فالثلاث عوامل التي تحدد الكتاب هي المرحلة العمرية ومن الهدف والوقت . إما عن من يختار الكتب للأطفال فأشار أن الظروف تحتم أحيانا على ولي الأمر أن يختار للأطفال لكن يجب على ولي الأمر أن يدع مشاركة للطفل في صنع القرار في اتخاذ الكتاب المناسب له وعن تعريفه للمثقف فانه من الصعب تعريف المثقف وذلك لان الثقافة مجال إنساني وليست من ضمن العلوم التطبيقية التي يسهل تعريفها ولكن البعض يرى أن المثقف من يعرف شيئا عن كل شيء ويعرف معظمهم الأشياء عن شيء واحد وحتى يستطيع المرء أن يصبح مثقفا فعليه بأول كلمة أنزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهى (اقرأ) التي يجعل الإنسان العادي يتحول إلى المثقف يشار إليه بالبنان وبين في النهاية أن القراءة مثلها مثل أي سلوك يجمع بين الوراثة والاكتساب فالطفل الذي يعيش في بيئة تتمتع بالكتب الكثيرة تجده مهتما بقراءتها ومعرفة محتواها .
أما مبارك بن سعيد المعشري رئيس قسم الأنشطة التربوية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمسقط أكد أن اختيار الكتب يعتمد على ثقافة الشخص بهذه المواد وأكد أن الحجم لا يحكم على نوعية الكتاب ولا أيضا الغلاف الخارجي فالغلاف الخارجي هو ما يجذب القارئ للكتاب يفترض من القارئ بعد انجذابه للكتاب أن يقرأ فهرست الكتاب وان يقرأ أيضا مقدمة الكتاب لمعرفة محتوى الكتاب الجيد .
وأكد أن للأطفال وضح خاص ففي المؤتمر الثقافي الذي أقيم تحت رعاية المجلس العربي للطفولة وانعقد في القاهرة نوقش فيه أن الطفل يرغب الكتاب ذا الألوان الجذابة والتي تحتوي على صور توضيحية وان يكون مبسطا ويحتوي على ألفاظ بسيطة وان يراعي الفروق العمرية والفردية بين الأطفال وبين المعشري أن ولي الأمر يمكن أن يكون مرشدا للطفل يوضح له ايجابيات وسلبيات الكتاب وان يدع اختيار الكتاب للطفل ولا يمنع ذلك أن يرغب ولي الأمر الطفل في كتاب معين إما عن المثقفين فبين أن الذي يتطلع إلى المعلومات في مجال معين والمتطلع بهذا المجال ويستطيع أن ينقد فيه وان بين الجيد والرديء وان يستطيع أن يقنع الآخرين براية وأوضح أن الإنسان العادي يستطيع أن يصبح مثقفا بكثرة الاطلاع وخاصة بالكتب وألا ينقاد وراء كتاب معين في قراءاته حتى يطلع على اكبر قدر ممكن من الاتجاهات ويجب على المثقف أن يكون فعالا في المجتمع من خلال طروحاته وانهينا لقاءنا معه بأنه أوضح أن حب القراءة حب وكسب للفرد من خلال بيئته ومدرسته فهناك الكثير من أولياء الأمور الذين ليس لهم في القراءة ونجد أطفالهم عباقرة مميزون وبين أن اهتمام المجتمع بالثقافة بشكل عام وكثرة المعارض والمكتبات العامة والخاصة ودور النشر تحبب الفرد على القراءة ولا ننسى في النهاية أن الكتاب هو الجوهرة الذي يبقى . كذلك التقينا بالفاضلة فاطمة بنت حسن بن علي مرشد تربوي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمسقط ، والتي أكدت أن مقومات اختيار الكتاب تتلخص في طريقة عرض الكتاب وأسلوبه السهل وأيضا أهمية الموضوع الذي يطرحه الكتاب ويساعد في جعل الكتاب جيدا هو الطباعة الجيدة للكتاب كذلك فان اسم الكاتب له دور كبير في ترويج الكتاب وبين إننا نستطيع أن نختار الكتب لأطفالنا كذلك ندعمهم في بعض الأحيان يختارون ذلك بعد توجيهيهم للكتب الجيدة ، وأضافت أن المثقف هو القارئ الجيد المطلع باستمرار على كل جديد والملم بجميع العلوم الماما جيدا واختتمت حديثها في أن حب القراءة هو حب مكتسب حيث لا يولد المرء وهو قارئ وإنما يتعلم حب القراءة منذ الصغر سواء تشجيع من الأهل أو من المدرسة أو صقل هذه الموهبة فينميها باستمرار . إما مهند الناعبي من جامعة السلطان قابوس فبين أن أهم شيء يدع المرء يختار الكتاب هو الموضوع ومن ثم سعة الكتاب وذلك بان يسأل القارئ المطلعين والمثقفين على الكتب وكذلك فان اسم الكاتب له وزنه في هذا الاختيار فعندما يجد القارئ كاتب كسيد قطب أو مصطفى محمود أو الروائية خولة القز ويني فانه سينجذب للكتاب دون غيره وأشار الناعبي انه لا يرغب في الكتب ذات الأحجام الكبيرة وأكد انه يجب أن يكون موجه للأطفال يبين لهم الطريقة الأفضل لاختيار الكتاب وبين أن الإنسان العادي يستطيع أن يكون مثقفا وذلك بالقراءة وحدها يجب عليه أن يختار الكتب الذي تتحدث عن جانب يحبه لياستهويه وبين أن حب القراءة مكتسب من الأمل وبين أن تنمية حب القراءة تختلف من مرحلة لأخرى فالأطفال يجب أن يقتنوا الكتب المصورة وأيضا يجب أن توزع الكتب في المنزل كغرفة الجلوس وغرفة التلفاز فهناك الكثير من الأشياء التي تشغل الأطفال عن القراءة كالعاب الفيديو والحاسب الآلي .
أما عبد السلام البرزنجي فبين إننا يجب أن نختار الكتب للأطفال فكتب الصبيان تختلف عن كتب البنات ونحاول أن ننمي في الطفل الجانب الذي يختاره كالألغاز والقصص ، وبين أن المثقف يجب أن يكون مطلعا على كثير من الجوانب والأبواب وان يقرأ أمهات الكتب وان يكون أيضا قادرا على الإبداع الثقافي وحب القراءة هو وراثي أو مكتسب فيستطيع الأطفال أن ينموا حبهم للقراءة أكثر من الكبار ومكمن أن يكون ذلك الاطلاع على الصحف والكتب المناسبة والقراءة عن طريق الانترنت مما يزيد ثقافة الطفل .