جليلة..
للجاحظ مقولة قد تعجبك...((وكتابنا هذا انما تكلفناه لنؤلف بين قلوبهم ان كانت مختلفة ولنزيد الالفة ان كانت مؤتلفة ولنخبر عن اتفاق اسبابهم لتجتمع كلمتهم ولتسلم صدورهم وليعرف كل من كان لايعرف بعضهم منهم موضع التفاوت في النسب وكم مقدار الخلاف في الحسب فلا يغير بعضهم مغير ولايفسده عدو باباطيل مموهة وشبهات مزورة فان المنافق العليم والعدو ذا الكيد العظيم قد يصور لهم الباطل في صورة الحق ويلبس الاضاعة في ثياب الحزم...)).
كانوا في وقته هكذا...غير مؤتلفين...وتفرقهم المصالح...والسياسة...فكيف الان..وهم على سرائر من الحرير ..وواحات تنبع لهم النفط لتجلب لهم الدولار.
المجنون سيدتي...انما عاقل فذ..لانه ادرك الامور بماهيتها..وتاريخها الطويل...انه يعلم مسبقا بان هولاء القوم...عبيد...لاسيادهم..عبيد ..حد..العظم...
لايهمهم..الدماء التي تسفك..والتي تؤذي المجنون لانها تسفك...لايهمهم الدمار الذي لحق بالوطن...والذي يوجع المجنون..لايهمهم الاطفال والنساء وووووو الذين دفنوا تحت انقاض حقدهم وحقد من يحقدهم...لكن المجنون مستوعب الظرف واللفاجعة لذا فهو يتمرد على عقلهم..على وجودهم على غبائهم..وسذاجة طموحاتهم التي تستمر على جماجم شعوبهم.
نعم..المجنون الذي هو جنونه مجنون...اعقل...من هولاء الذئاب...لذا وهو مستوعب فكرة الجنون...ومدرك للمعنى الظاهري والمبطن للجنون... ينادي.. بكل ثقة...للجنون اسم اخر...بل الجنون مرض معدي اعراضه...هي التي ذكرناها قبل قليل...يرى:سفك الدماء..الدمار...انتهاك الاعراض..دفن الاطفال... ويصمت...وانظروا ايها الاغبياء اذا كنت انا المجنون في تصوركم... فانا لست بصامت...انما صرخت بوجهكم قبل وجوههم...انها لمفارقة كبيرة.
جليلة...ايتها الرائعة...
الجاحظ...قالها في وقته...ولايفسده عدو باباطيل مموهة....ووووو..........
العدو الان العرب...فهم من يطبق عليهم صفة التفاق...لان العدو الذي لاينتمي الى ملتهم....ليس عليه نفاق.....
جليلة...
تقبلي مني هذه الهرطقة...
محبتي لك
جوتيار