سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب الاستاذ الدكتور مصطفى العراقي
كفُّ أُمِّي , قطعة ادبية , من الطراز الرفيع , لم استغربها منك , على الرغم من هذا الرقي , وهذا التألق , لقد جعلتني اشعر , انني كنت هناك , حيث كانت هذه الأم الرؤوم , توزع الفرحة , وتفيض حنانا , تقشّر البرتقالة الذهبية :
"وتقشرها بإتقانٍ , حتى تخرج القشرة , دائرة واحدة ملتفة ، فنتسابق لنيل القشرة , نلهو بها، وفصوص البرتقال , نتناولها متأملين , في حبيبات كل فصٍّ من فصوصها , منبهرين بجمال منظرها , وروعة اتساقها"
وهل هناك اروع من هذه الصورة , تكاد أن تكون جلسة واقعية , اراها بل واعيشها , ثم انتقلت معك , الى صورة وجدانية , ترسم من خلالها , حالة روحانية , تشعّ بالسمو الأخلاقي , والتناغم الموفق , مع الحنان الساحر , الذي اغدقته الام :
هكذا كنا حول أمي، وهكذا كان برتقال الشتاءِ زاهيا ناضرا ، وهكذا كانت أمي على السرير ونحن حولها وتحت قدميها كدوَّارِ الشمس ، نُوَلِّي قلوبنا ووجوهنا شطرها، وهي في عليائها، على عرشٍ صنعناه بقلوبنا المحبة وعيوننا الرانية ، وهكذا كانت كف أمي الحانية .
.......
ثم اراك تتألق , في هذه النقلة الرائعة , لتصف لنا مزيدا من العرفان , والتأكيد على القيّم الدينية والاخلاقية و تجاه ما قدمته الأم :
.......
"ومر الشتاء يتلوه شتاء...
وأصبحنا نتطلع إلى أمي في السماء مرددين كبارا سورة الفاتحة التي علمتنا إياها صغارا، داعين لها بالخير الذي طالما دعتنا إليه بأقوالها وأفعالها وصورتها وسيرتها "
واخيرا , كانت القفلة , موفقة ذكية , بل اضافة رائعة اخرى لهذا النص الساحر :
وها أنا كلما رأيت البرتقال هنا وهناك يهتف صوتٌ من مكان أثير في أعماقي مناجيا متألما:
هذا هو البرتقال. ولكن أينَ أينَ كفُّ أمي؟!
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان