مرحبا ، أيها الوهم اللذيذ
صوته الآتي من بعيد ، جهاز تقطير مرت من خلاله سنوات من عمرها تلخصت في قطرة واحدة ، كلمة واحدة ، تستطيع أن تمحو ملل السنين وحزن الشهور وقلق الأيام.بل كانت كافية لتحول غضب الليالي فرحا مزهرا غبيا .
هي لن تعرف إن كان هذا الفعل المفاجىء ورد فعله الحاصل ، أمرا إيجابيا بالضرورة ، لن تعرف الآن ، فما يزال عنصر المفاجأة أقوى من أي استقراء لحقيقة المشاعر المسترخية في مسام روحها بين وعي وفقدان ذاكرة .
فيم كان اختفاؤه؟
فيم الغياب دون تبرير ولا عذر؟ أسئلة كثيرة قد تتذكر بعضها فيما بعد ، أما الآن فكل ما تعيه هو صوت أجش يقول : مرحبا .
تأملت جهازها المحمول وتمعنت في الرقم الذي لم يختف بعد ، وابتسمت . هو ، ذلك الغائب الحاضر تحول الآن إلى صوت ! خشخشة صدرت من تلك الأرقام التي اختفت الآن تماما عن شاشة المحمول ، كأنها لم تكن . هي وهم إذا ، فقد أتت عبر وهم. هو كذلك أيضا.ضحكت وهي تفكر لو أن هاتفها الثابت يعمل ، فلربما تعثرت بعض حروف من الكلمة في أنفاق السلك الطويلة ، وتركت بعضا من صوته في مملكة حضوره الوهمية !!