مارسنا الجنون انا وانت...
مارسناه على مدى الشهور و الأيام و الساعات و الدقائق
مارسناه حلما و يقظة ، شعورا و إحساسا .أخذنا تياره الهادر لأقصى درجة متخيلة
كسرنا كل التابوهات و الحواجز وتخطينا الدوائر و الخطوط
لو لم يكن جنونا لما اجتاح الحياة بهذه القوة ...كسيل لا يريد لشيء ان يوقفه، كطفل غير مهذب لا يقيم وزنا لأحد
جنون كبر مع الأيام كنبتة خرافية هاربة من أسطورة ما، مثل كرة ثلج تتدحرج من أعلى جبل عال، كأمواج عاتية أظهرت كامل جبل الثلج بعد أن أخفت المياه طويلا ثلثيه
تكاد نفسي لا تعرفني ...هل انا من فعل هذا؟ هل بعد كل التعقل و المنطق و التفكير و التمحيص و التدقيق يأتي خلع النعوش و الرتوش و الأساور و الأصفاد ونطرح كل قناع وكل زيف يداهن الروح بهذه القوة ؟
هل ما حدث حقيقي أم أنه محض حلم سنستيقظ منه لاحقا بلمسة حانية من أم
مبهورين منتنشين تكللنا السعادة ؟ أم ربما توقظنا مذعورين وجلين هزة مهددة من عدو يتربصنا؟
هل ما كنا نملكه من ثوابت و مبادىء كان بالفعل ثوابتا ام انها بارفان أتقنا الاختباء خلفه منتظرين لحظة من هذيان ..من انعتاق..من انفجار ..كي نرمي كل شيء على قارعة الفكر
جنون اجتاحنا كالإعصار ...لون السماء و الأشياء ...أعطى لكل شيء نكهة جديدة و لكنه برغم ما نثره من جمال و حرية و توق و حب و انعتاق و فرح و حزن نبيل ..بقي جنونا!