إرحل ..
إِنْ كنتَ لا تعرفُ الحبَّ ..
فلِمَ تَدَّعِيهِ !!؟؟
هي ذي آخرُ صفحةٍ في كتابي ..
خريفُ الحبِّ أسْقَطَكَ ورقةً جافةً عن أغصانِ مشاعري المورقةِ بالعطاء ، تتقاذفُكَ رياحُ الهجرِ على أصقاعِ طرقاتِ الوِحْدَةِ ، تُكَسِّرُ ما تبقَّى من هشيمِ يباسِكَ ، تَذْروكَ فُتاتًا على نوافذ هجَرَتْها عيونُ الانتظارِ زمنًا ..
اقْرَعْ قلوبا أُوصِدَتْ دونَكَ ، واسْتَجْدِ قطرةً تَهَبُكَ رمقَ حياةٍ ، وتَسَوَّلْ على عتباتِها نبضةً تُدْفِئُ ارتعاشَ قلبِكَ الذي سكنَهُ الصقيعُ دُهوراً ..
غيثُ مشاعري حرّمْتُهُ عليكَ ، بعدَ أَنْ رواكَ الشَّهْدَ شرباتٍ سائغاتٍ ، حينَ مَدَدْتَ إليَّ كأسَ الغرامِ مسمومًا بِيَدٍ معروقةٍ بالغدرِ ، عَصَرْتُ عناقيدَ الهوى المقطوفةَ من دالياتٍ رَوَتْها مياهٌ آسنةٌ في قيعانِ نَفْسِكَ ، عافتْها نفسي ظَنَنْتَني ارتشفتُها وهمًا ، وما عرفتَ أنكَ مَنْ تَجرَّعَها حينَ بادلتُكَ كأسَ الثَّمالةِ نشوةً ، وأنتَ ترفعُ راياتِ نصرِكَ فوقَ قلاعِ قلبي !!
أيها المهزومُ في آخرِ معاقلِ حبِّكَ ، قد آنَ أوانُ رحيلِكَ مخذولا ، تجرُّ أذيالَ خيبتِكَ ..
ارحلْ ، ولمْلِمْ حزنَكَ ، وأمسِكْ عليكَ دمْعَكَ ، لا تلتفتْ خلفَكَ كي لا ترى ابتسامتي ..
الحُلمُ الذي عشتُهُ لحظةً معكَ قَدْ أفقْتُ منه منذُ زمنٍ ..
ارحلْ ...