الحجم الحقيقي
- اللعنة عليكِ … وعلى يوم عرفتكِ…
قالها غاضباً فواجهته بكيانها كله:
- لم يكن يوماً بالمعنى المعروف… كان ليلاً حالك الظلمة… خانتني قرون استشعاري…
- ربما تحبين أن تنامي مثل كل يوم… كدمة زرقاء أسفل عينيكِ… والجوع يقرصك فلا تنالين شيئاً…
- كفى بالله عليك… غرورك دفعك بعيداً…
قوتك وسرعتك جعلتك تفرض آرائك على الجميع… تأخذ طعام أخوتك بالقوة … تضربني كل يوم… ترهب المنطقة كلها…
تظن أنك الأقوى… تظن أنك الأذكى… أفق يا زوجي… أفق قبل أن تخسر كل من حولك…
لم تكد تكمل كلامها… حتى قطع المسافة بينهما في ثانية… عينيه يطل منهما الشرر… ضربها بقوة فألقاها أقداماً للوراء…
تألمت وقد ارتطمت بالحائط وأخذت تتمتم:
- حسبي الله … فيك… حسبي الله ونعم الوكيل…
بصق عليها واستدار…
فقالت صارخة:
- أنت لا شيء… أنت لا شيء… أنت صرصااااااار…
قهقه ضاحكاً: وقال:
- وماذا أنت … فراشة ؟
أكمل طريقه خارجاً من منزله…
لكن الدنيا أظلمت من فوقه فجأة…
أصوات عملاقة تدوي في المكان:
- ماما… صرصار…
قدم هائلة تواصل رحلتها نحو الأرض…
- أوسخت حذائك يا هيثم…
********************************
يناير 2004