لا أدري لمَ أراني هذه الأيام مصلوبا على جدار السكرة..
الحقيقة أنني أتمايل ، وتخونني قدماي ، دون أن أحتسي شيئا ..
اليوم نظرتُ إلى الشمس فرأيتها ترقص..أخبروني بالله عليكم : هل رأيتموها أيضا..
البارحة أصبحتُ خارج دائرة الوقت ، أو ربما غادرني الوقت لأنني كنتُ أستغله لأبعد الحدود..
والله عجيب أمري..
أخبرتُ أمي قائلا: أشعر بثقل في عيني ، بل إن جفنيّ لا يتفتحان إلا كالوردة الناعسة ..
اتصلتُ بقصيدة كنتُ فارقتها منذ عام قائلا:
"مرحبا حبيبتي
تعالي نقضي الليلة معا
اشتقتُ إليكِ كثيرا"
صرختْ في وجهي:
"ألستَ من تركني عارية فوق مكتبك لشهور عديدة..
ألستَ من صحبتَ بعدي قصائد كثيرة..
أيها الخائن الحقير"
وقطعتْ في وجهي الإتصال..
الحقيقة أنني أشعر بالتعب..
وأشعر أن قلبي يتقلبُ داخلي مثل الجنين..
لكنني لا أقبل الإهانة حتى من قصائدي..
حزنتُ كثيرا..
ونمت..
وإذا برسائل عدة تتمدد في أحضان "موبايلي"
قالت الأولى:
"واش راك شريكي"[على رغم أنها آتية من المشرق تكلمت بلهجة جزائرية وتعني كيف حالك ]
قالت الثانية:
"توحشتك بزَّاف"[وتعني اشتقتُ إليك كثيرا على رغم أنها آتية من المشرق أيضا]
قالت الثالثة :
"في لامان "[وتعني تبقى في أمان وهي الأخرى مشرقية]
حينها احسستُ بسعادة كبيرة..
بل ايقنتُ أن الصداقة لا تنسى مهما بعدتْ المسافة..
وعرفتُ أنكِ يا صديقتي طيبة مثل أمي..
ونقية كالدمعة..
وبريئة كحبة الثلج..
وعرفتُ أن الدم العربيّ الذي يجري داخلنا ، لن يفقد حرارته ولونه وطعمه ، لأننا لا نزال نهتم لأمر بعضنا ، ونحب بعضنا دون مقابل..
والحقيقة تأكدتُ أن العربيّ الأصيل إذا أحب صدق ، وإذا قطع وعدا احترمه ..
وأنت قطعتِ لي وعد الصداقة الطاهرة النقية ..
وأراكِ تفين بوعودك..
فشكرا لك أيتها الغالية