بين القلب المفجوع والعقل الحائر تاه ألمي ، وبين الأمس السراب والغد الضباب غرر الطريق بقدمي ، فيا ألمي تفرقت جراحك ، فلا ثأر لك ، ويا قدمي مهما طال الطريق ، فإلى حتفي تسيرين .
أنا ذو قلب نبضه نوح جوارح ، أحلامها أولادها كلما كادت تبلغ أشدها عاجلها الموت بغتة ، أو ألقمها الحظ ثدي الخيبة منذ أن تخلقت أملا لكيما تشب وهنا وتشيخ غصة وتدفن حسرة كفنها الكمد وحنوطها صفرة الشحوب .
أنا ذو قدم تناهبتها الطرق مزقا ، كل محطة تسلمني إلى أختها لتقتص من السفر الذي لوعهن فراقا ،وكأنني سبابة المتندم ، ويلكن يا محطات الألم علام أتجرع العذاب منجما أما من شفقة ، ولا ذنب لي سوى قدم خلقت لتسير ، فسارت .
كل شيء بقدر ، ها هي الأوراق الخضر آذنتها نكتة صفراء بمقدم خريف لا ربيع بعده ، شجرة يتيمة غرست في غير تربتها وغير زمانها ، ثم كان الدمع حياتها ، وستموت دون أن يشدو على أفنانها طير مواس ، أو تحفها فراشة فرح ، أو يبلسم غربتها نسيم .
كل شيء بقدر ، تراكم الألم ، فها أنا أترنح بحملي على عينك ، يا صبر لن يغني عني وسام منحته مفرقي ، إنما هي ذرة حزن ستحطم كل ذرة في .
كيف طاب لك من قبل أن تتفيئي احتضاري بصحبة حبيب تنشدينه الغزل على أنين تأوهاتي ؟! وأعجب منك أنا عشقتك خفية ، وعشتك خيالا أحس من واقع، وكم صارع عقلي فيك قلبي حتى تصالحا على كتمان أمرك عنك وأن يرياك بعيني الحلم حقيقة ، وبعيني الواقع وهما ، فلا مفر منك ولا ضرر عليك .
يا هذه قد تكون الرحمة حزما ظاهره القسوة ، فمتى ما رأيت مني دفء مشاعر أحرقيني وذريني رمادا لعله يضحي غدا نسيما يداعب تبسم ثغرك دونما وجل أو خجل .