في أحيان كثيرة لا يلزمنا غير الحلمـ كي نمضي، وعندما يفقد الحلم طعمه يفقدنا القدرة على المواصلة، لست أذري كيف أعيش الحياة حلمـا متجدد.. تتعدد أحلامي عندما أفشل في إيجاد مكان لها على أرض الواقع، وأحيانا افقد القدرة على إيجاد مكان لها في بستان الفكر ،فتتداعى أشياء عدة من أمامي دون أن تترك لي فرصة مد يد المساعدة لها، كي أنقدها من موت وشيك سيلحق بها إن هي اقتربت نحو الأرض أكثر ..يموت حلمي كي يمنحني الحياة ينقذني حين أعجز أنا على إنقاذه، غريب أمر حياتي عندما تمنحني سعادة وهمية ،وحين أحاول أن أمسك بها فتتداعى وكأنها لم تكن يوما موجودة ..ذات يوم حلمت أنني سأعانق السماء كذلك الطائر الذي يحمل بين جناحيه كل الأماني ،ويرتفع نحو نقطة محددة بغير عودة، يرتفع نحو الأعلى وكلما ارتفع تسقط أمانيه من على جناحيه، غير أن أمنية تضل معه أمنية الوصول لتلك النقطة في الأعلى حيت لا مكان لأي شيء.. هناك سيعانق بعضه وسيعانق ظله بلا أي عائق ..ظل أبيض كـ هو ، عندما وصلت لذلك الارتفاع وكنت على وشك معانقة ظلي، نضرت نحو الأسفل فشدتني الأرض نحوها بقوة، وأرخت يدي السماء...لم يخبرني الطائر قط أن النضر نحو الأرض سوف يعيدني من جديد إليها ،ولم يخبرني أن التحليق صعب، والوصول نحو معانقة الظل متعب، وهكذا ضاع حلم الوصول كما ضاعت معه أحلام عدة، وكلما مات حلمـ يكبر بداخلي ألف حلم يطالبني بحق الحياة، فأطالبه بحق التحقق ...أحيانا أنسى شكل أحلامي وملامحها ،وعندما أعانقها صدفة في عيون ألآخرين تبتسم لي في الخفاء و تذكرني بها ،فأذكرها بقوله "..قُلْ لَن يُصيبَنَا الّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا ..." أقف أمامها، أحاول أن أبستم لها فلا أقدر ،فقد كانت أنا لوقت طويل لـ تصبح غريبة عني وكأنها لم تكن ملكي يوما، فأضيع بين البكاء والابتسام ..محزن أن نصنع لنا عالما من زجاج ،وفجأة يكسر طفل لم يتجاوز عامه الثالث عالمنا بحجر صغير كـ هو.. انتصر طفل الثالثة أعوام علي ،وأنا التي ضيعت سنوات عدة من حياتي أبني وأبني وفي النهاية تكسر كل شيء ،ولم يبقى هناك غير شظايا الزجاج ستجرح يدي حتما إن أنا حاولت لملمتها من على الأرض ، تمتد يدي نحو أكبر قطعة فيها أحملها لأرى فيها عالمي المتهدم، فلا أرى غير انعكاس وجهي عليها وكأنها تخبرني أن عالمي سيتواصل ما دمت أملك أنا، غير أن اناي أحيانا تعجز عن مساعدتي ،تعجز على بناء ما هدم ..فأرمي قطعة الزجاج أرضا وأعترف بتفوق الطفل علي لأنه كان يملك الحجر، ولم أملك أنا غير الزجاج مند البداية، حتما كنت سأشهد انكساره ذات يوم !!كـ أحلامي التي تعتريني أحيانا الرغبة في الانتقام منها ،فأبدأ في كشف ستار الحقائق حولي ،يصلني توسلها كي أكف عن النبش فيها ،غير أنني أواصل انتقامي منها لعلي أقدر بذلك على القول في النهاية أن كل ما كنت أحلم به لم يكن يستحق أن يعيش معي ،أو أن يعانقني جهرا بعدما مل معانقتي في السر ، وبعد جدال عسير أجدني الخاسرة، فأحلامي لم تمنحني غير القوة في حين منحتها أنا الضعف.. أحلامي لم تمنحني غير البياض في حين منحتها أن السواد ..أحلامي منحتني الحياة ومنحتها الموت .