السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أيها الأحبة في رحاب ملتقى رابطة الواحة الثقافية أعيد كتابة قصيدة الشيخ عمر عيسى تلميذ الشيخ عبد الله البار وني
عليه من الإله بكل وقـــــــــــــــت
صلاة ما أضأ برق الغمـام
أضعت العمر في جمع الحطام
و ما استحيت من رب الأنام
وسفت المتاب و كل يـوم
تقول غدا أتوب و كل عام
ولازالت ذنوبك في ازديـاد
وقلبك عن طريق الرشد عام
تعلف لا يؤثر فيه وعـض
وقد اسود من أكل الحـرام
ولن تنفك عن فعل المعاصي
وفي الإسرار من غير احتشام
الى أن صرت ذا ضعف و شيخا
ومر العمر في عد الأيـام
تراه كل يوم في انتقـاص
وما تنفك عن عيـــــــب وذام
أراك المال تحرسه ليبقى
وتحفظه ودينك في ائثـلام
فحرفتك التكاسل و التواني
و لست بما يهمك ذا اهتمام
و تفعل ما نهاك الله عنه
و تقتحم الذنوب أي اقتحام
و تترك أمره من غير عـذر
ولا تصغ لعدل أو مـلام
و أنت من الرحيل على يقيـن
وفعلك فعل معتقد المقام
فدار الذل لا تركن إليهـا
و دعها إنها دار اللئــام
و ليس نعيمها باق ولكـن
مآل نعيمها للانصــــرام
فلو دامت لمخلوق لدامت
لخير الخلق و الرسل الكــرام
ستنقل منها رغما عن قريـــب
و تصبح تحت أطباق الرغام
وتترك ما جمعت بغير شـــــــك
وترحل بالجرائم و الآثــام
ومالك يبقى بعدك للأعـــــــادي
وما لك منه غير ثوب خــــام
تزود للتنقـــــــــــــــــل خير زاد
وكن بالله ربك ذا اعتصــــام
وسله العون والتوفيق وأنهض
فبعد الشيب ما لك من مقــام
و بعد الشيب ما لك من رجـــاء
يرجى إن عقلت سوى الحمام
و مالك عند نائبة نصيـر
يجيرك من حلول الانتقـام
و مالك عند موتك من صديـــق
يدافع عند ذلك يحامي
فشمر يا عمير الساق شمـــر
وبادر ويك قبل الانخـرام
ونفسك فازجرنها و نبّهنهـــا
و قل نفسي الى ذاك تنـام
فهل لك يوم حشرك من جـواب
تجيب به وهل لك من خصام
و هل لك ملجأ تلجأ إليــــــــــــه
إذا نفخ الموكل بالقيـام
أو تستطيع إنكارا وجهـــــــــــــدا
إذا عاينت تقييد الكـرام
وهل لك قول لي يومئذ مقـــــــال
و قد كتبت فعالك في زمام
وأفحصت الجوارح"عن يقيــــن
و قد حبس اللسان وقد الكلام
وهل لك من سرور ترتجيـــه
هناك سوى صلاتك و الصيام
و غير زكاة مالك باحتســـاب
غير الحج للبيت الحـرام
و تهليل و تسبيح دوامـــــــا
و ذكر الله في جوف الظـلام
و تركك ما نهاك الله عنــــــه
من الشبهات و الكسب الحرام
و ما قدمت من فعل جميـــل
عسى تنجوا و تظفر بالمـرام
فيوم الحشر يوم بلا و هــــول
يشيب لهوله رأس الغلام
إذا جمع الخلائق في صعيــــد
عراة في مضيق و ازدحام
وصاروا مشفقين لما دهاهــــم
وكل منهم غرثان ضـام
هناك الابن يهرب من أبيـــــــه
ولا يصغ لعدل أو مــــلام
وتدنو الشمس فيه قدر ميـــــل
ولا ظل هناك للأنـــــــــــــــام
سوى ظل الإله و هم وقوفــــا
وطول اليوم خمسون ألف عام
وتنسى كل مرضعة بنيهـــــــــا
لما قاسته من طول القيـــــام
وسيرت الجبال به و دكــــــــــــت
وشققت العلية الغمــــــــــام
و نادوا كلهم هل من شفيــــــــــع
يريح الواقفين من الزحام
و كلهم بمعذرة يجيــــــــــــــــــــب
سوى المحمود في ذاك المقام
رسول الله ذو الشأن المعلّـــــى
محمد النبي الهادي التهامي
فيهوى ساجدا ويقول ربي
رغبت إليك أعطيني مرامي
فيأذن في الحساب لهم ليجزى
جزاء الخيـر أو بالانتقام
هناك يساق كل فتى شقيّ
الى نار شــديدة الاضطرام
يكون مخلـــدا فيها مقيما
يقاسى عذابها طو الـدوام
إذا رام الخروج أعيد فيها
و قيل لـه اخسـأ ما لك من حمام
و مطعمه الضريع بها ويسقى
هناك إذا استغاث من الهيام
غساقا أو شرابا من حميم
فلا يشــفيه من حـر الاوام
ويساق الى الجنان فتى سعيد
تعفف في دناه من الحـــــــرام
يباح لــه الدخول بكل باب
و يبـدى بالتحية و السـلام
بهـا ذكـر الإلــه له شـــعار
ينزه فيها عن لغو الكلام
ومطعمه من اللحم الطـريّ
و مما يشتهيـه من الطعـام
يطوف عليه ولدان بكأس
وأكــواب ممســكة الختــام
بها شرب من العسل المصفّى
و من لبن يدوم و من مـدام
دوام الدهر لا يخشى خروجا
و بأمن فيها من هرم وسام
بها حور مطهرة عذارى
كأن وجوهها بدر التمام
شبيهات الوصال يتهن شوقا
تمالى لا يفقن من الغرام
إذا ما افتضها عذري أعيدت
كما كانت على رغم اللثام
يزدن نعومة ويزدن حسنا
وقد طهرن من طمث وذام
على فرش بطائن من حرير
مع الولدان في ظل الخيام
يعيش منعما فيها ويضحى
قرير العين محفوظ الذمام
فيا ذا المن و الإحسان يا من
يعيد الخلق بعد الانعدام
سألتك أن توفقن الهي
و تغفر لي و تصفح عن آثامي
و تحللنا من الفردوس بيتا
بأعلاها رفيع السمك سامي
و كل المؤمنين ووالدينا
و كل الحاضرين بذا المقام
جوار المصطفى خير البرايا
شفيع الخلق في يوم الزحام
عليه من الإله بكل وقت
صلاة ما اضا برق الغمام
و تسليم يدوم دوام قولي
أضعت العمر في جمع الحطام
تمت بحمد الله تعالى و حسن عونه وتوفيقه