|
فِي ذِمَّةِ اللهِ مَنْ مَحْيَاهُ للهِ |
العَالِمُ الثَّبْتُ عِنْدَ الحَادِثِ الدّاهِي |
فِي رَحْمَةِ اللهِ شِيْخُ الفِقْهِ أمَّ وَلَمْ |
يَفَتُرْ وَسَارَ مَكِينًا لَيْسَ بِالوَاهِي |
فِي رَحْمَةِ اللهِ ذَاكَ الغَيْثُ حَيْثُ هَمَى |
عِلْمَا فَأَثْمَرَ فِينَا مْنَهَجٌ زَاهِ |
رُكْنٌ مِنَ الدَّعْوَةِ الغَرَّاءِ دَيْدَنُهُ |
نَشْرُ العُلُومِ اهْتِدَاءً دُونَ إرْجَاهِ |
مُنِ الأُولَى حَرَسُوا كُنْهَ العَقِيدَةِ مِنْ |
دَسِّ العُدَاةِِ وِمِنْ أَهْوَاءِ تَيَّاهِ(1) |
الوَارِثُونَ مِنَ المُخْتَارِ دَعْوَتَهُ |
مُوَرِّثُوهَا الَوَرَى فِي كُلِّ أَتْيَاه(2) |
الرَّاسِخُونَ إِذَا الأقَدَامُ زالِقَةٌ |
عِلْمًا يَنُوهُ بِهِمْ للمُرْتَقَى النَّاهِي |
مَنَاهِلُ الخَيْرِ مَا جَفَّتْ مَنَابِعُهُمْ |
إِذَا العِطَاشُ شَكَوَا مِنْ شُحِّ أَمْوَاهِ |
لَهُمْ يُشَارُ فِسْرِ إِنْ كُنْتَ مُحْتِسِبًا |
نَيْلَ العُلَا وَبِهِمْ بِيْنَ الوَرَى بَاهِ |
فِي رَحْمَةِ اللهِ عَبْدُ اللهِ شَيَّعَهُ |
عَلَى سَكِينَةِ نَعْشٍ كُلُّ أَوَّاهِ |
الزَاهِدُ العَابِدُ البَّحْرُ الذِي بَلَغَتْ |
بِهِ السَّجَايَا رَفِيعَ النُزْلِ وَالجَاهِ |
البَاذِلُ العُمْرَ تَبْصِيرًا وَتَجْلِيَةً |
الآمِرُ النَّاسَ بِالمَعْروِفِ وَالنَّاهِي |
مُفَسِّرُ الآَيِ لا مَيْلٌ وَلا خَطَلٌ |
وُمكْنِهُ العَِلْمِ فِقْهًا خَيْرَ إِكْنَاهِ |
فَقْدُ الأَئِمَّةِ ثَلْمٌ لا سَدَادَ لَهُ |
وَقَلَّما الدَّهْرُ يَأْتِينَا بِأَشْبَاهِ |
فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تَكْسُو جَوَارِحَهُ |
وَعِلْمَهُمْ عَمَلٌ لا قَوْلُ أَفْوَاهِ |
(يا عابِدَ اللَهِ نَم في القَبرِ مُغتَبِطاً |
ما كُنتَ عَن ذِكرِ رَبِّ العَرشِ بِاللاهي) |
أَنْعَاكَ فُقْدَانَ رُكْنٍ عَزَّ جَانِبُهُ |
فِي أُمَّةٍ عِزَّهُا فِي دِينِهَا الزَّاهِي |
وَتِلْكَ سُنَّةُ رُبِّ النَّاسِ مُرْشِدِهِمْ |
بِمِثْلِ سَعْيِكِ فَانْعَمْ فِي رِضَى اللهِ |