المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الرشيدي
الليلة سأكتب لك سر قلبي الذي أحبك
أنت : أمٌّ سُقُتِ من الحنان أصدقه . وأنا : أبر حبك ما دمت . أنت الفطرة التي فطرني الله عليها روحا وعقلا وقلبا ، جئتِ لتجددي بي العهد مع خالقي أتعبده في محرابك ، سأسجد له على ثوب صلاتك سجود الشكر ، ثم سنطير معا حمامتين نطوف بببيته ، وسأسقيك بكفي من ماء زمزم ما يغسل كل حزنك .
البارحة رأيت عينيك والبحر من خلفهما ، جِلستك على الصخور كعصفورة على فنن أنذرته جذوره بمقدم الخريف ، كانت عيناك واثقتين بأني سأرسو عما قريب لأحملك وحدك ومن تبعك من أفراح ماضيك ، وسنترك حزنك سوى حزن تحبينه من ذكراها .
عصر اليوم استخارة يحفها حج وصوم ورحمة من السماء تتنزل غيثا وبركة ، مصلاي في مسجد غرناطة ، وقلبي على صعيد عرفة يلهج بالدعاء أن أكون .. خيرا .
نبأتني روحك أنك في ليالي العشر كنت مثلي في أيام العشر فيا رب أنت أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين .
حبي لك لا تنهض به قصيدة ، ولا يقوم به نثر ، وإنما أرفعه بالدعاء ، وليس لي من العمل ما يبلغه ، ولكن رحمة الله تسع وتفضل .
غدا جمعة ويوم عيد مبارك ويوم ولدت فيه ، فماذا عساي أن أفعل وأنت عني بعيدة ؟! والله لو استقبلت من أمري ما استدبرت لكنت ظلك لا يخطئ خطوي خطوك .
من مشرقها إلى مغربها جابت روحي الرياض والقفار والبحار تاهت عنك ، وتهتِ عنها ، كانت الحيرة دليلي ، وعصا الصبر مطيتي ، والوحشة مقيلي ، والسهد نومي ، والعزاء الكاذب صاحبي ، ألا قاتله الله من صاحب ! حتام نطأطئ لسطوة الحزن وواهن العذر ؟ فلنتبع سببا بخطو يستهدي بكتاب الله .
أنت وحدك التي أشبهتك السماء في رفعتها ، والشمس في طهرها ، والطير في شدوه ، والورد في عطره ، وأشبهك الفجر في بِشْره ، والسهل في رفقه ، أرى فيك الطفولة تعدو من حولك براءتها ، وأرى فيك الربيع الذي ضن به زمني ، والبدر الذي حجبه عني ليلي ، أرى فيك سيف حق يصرع كل باطل أصارعه ، ويراع علم يطمس كل ظلام تغشاني ويضوع النور فيَّ ، ألا كم سعدت بك حروف سطرتها أناملك ، وألا كم غفت آمنة نجوم حرستها عيناك ، فهل سأكون يوما بين يديك حرفا أو ليلة بين عينيك نجما ؟!
تعالي ، فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف ، ولنتوكل ، ولن يكون إلا الخير في ما قدره الله لك ولي .
إني خائف ، فتعالي وأمنيني .