استحيا القمر فاحتجب :
ــــــــــــ
بربّك يا قمر ،،، هل غاب عنك أن السماء تُرَجّى حين تحتجب ؟ .
بربك ،،، هل يكسد الوجه ، إن توارى خلف ستره الوجه ؟ .
بربك ،،، هل رأيت أحداقا لمّا أتقنت فعلتها الحَدَق ؟
أو ربما المُقل ،،، وقد عزّت حتى في المها المقل ؟ .
فوربك لأنكى النائبات ، حين تُرسل من أشفارها القُبل .
ولقطع السكاكين حال يسجد الجفن ، والسحر يعتمل .
ـــــــــــــــــــــــــ ــ
وإذن :
فيا أنفا ،،، وددت لو أن الآناف كما أنت خُلقتَ ، وفوق اللمى ،،، ترتسم .
أما علمت أن اللظى يستعر ، والشوق ،،، يحتدم ؟
وكبدي يا قمر ، لو لمسته لأحرقك من جانبه ،،، الدم ! .
فهل رأيت كبدا خبيزة ككبدي ،،، أم هالك بهوله ،،، الألم ؟
ما كتب الأنام ، ولا أراق ريقه في وصف حسنك ،،، القلم .
فارفع ذراعيك ، لعلّي أضمّك ضمّة ما قرطَسَتْها في تاريخها ،،، الأمم .
وادنُ مني ، فإطلالتك غِنى ، وقد تشابهت الأنوار ،،، والظُلم .
وضُمّني إليك يا بدر ، حتى البدنُ في البدنِ ،،، يلتطم .
وحتى الروح في الروح ، تُمضغ مضغا ،،، وتنتظم .
ودعنا بذي الأسحار ، في عشقنا أنا وانت ،،، نقتسم .
سأغازلك حتى يتخلّق في صفحة وجهك ،،، فم .
وسأعشقك حتى تفخر ، وحتى أراك ،،، تبتسم .
وسأبعث فيك حبا ، ولو بعد حين ،،، تتكلم .
مُذ تواريتَ خلف سُحُبكَ ، ما انفكّ السحر ينقاد إليك ،،، ويزدحم .
كالحسناء أسدلت خمارها ، والوجنات من خلفه بالحسنِ ،،، تُتمْتِم .
فلا تحتجب فتقسو عليّ ، فقد نالني بكيده البين ،،، والسقم .
ولا تنأ يا مقلة العين ، فتصير أقصى من زُحلٍ ومن الظلام ،،، أظلم .
أجاهد فيك الصدّ ، وقد ملّ القلب إعراضك ، وضاق بما ،،، يتكتّم .
وكوى الحشا حبّك ، بنار لهيبها في دخانها ،،، يضطرم .
أراقك تخرُّم جسدي شوقا ؟ ويكأن وصلك أبعد ما يكون ،،، وأنجَم .
إن لم ترحمني يا قمر ، فلمن أسوق حاجتي ،،، وأتظلّم ؟ .
أحبك ،،، فهل من لا يحبني ، تراه يرقّ ،،، ويرحم ؟ .
وإني لأعلم علمكَ ، وتعلم علمي ، وأنت بعلمي يا قمر ،،، أعلم .
فاكشف لي حجابك ، فإني على سترك أشدّ ،،، وأحزم .
وأرني مما احتوت اللمى بريقا ، بعُنّابها تتّقِدُ ،،، وتتعمّم .
ودعني أشرب من رحيق خدّك سُلافا ، فعصير خدّك يا قمر أكمل ،،، وأتمم .
فهو كالورد ، وإن أبدع الورد جمالا ، فالورد ،،، يتوّهم .
فلا تستحي يا قمر ، ولا تتهيّأي يا حُجُب ، فلا يليق بفمك ،،، التلثّم .
رُحماك ، من ذا من فتككَ بي يجير ،،، ويعصم ؟ .
إلا ،،، إلا أن آوي إلى حماك أرتع فيه ،،، وأتنعّم .
ـــــــــــــــــــــــــ ـ
حسين الطلاع
14/5/2010 م .
المملكة العربية السعودية - الجبيل