من عولمة التضامن إلى عولمة المقاومة
بقلم عبدالصمد زيبار
قافلة الحرية خطوة على مسار التضامن الدولي للشرفاء و المناضلين للسلام من أجل كسر الحصار البربري الصهيوني على مليون و نصف المليون بقطاع غزة,بمشاركة 750 مشاركا من أربعين دولة منهم 44 شخصية رسمية وبرلمانية وسياسية أوروبية وعربية، إضافة إلى حقوقيين وإعلاميين و نشطاء أتراك وعرب وأوروبيين منهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية بالداخل و النائب المغربي عن حزب العدالة و التنمية عبد القادر اعمارة و الكاتب السويدي الشهير هنيج مانكل و عن مجلس الشعب المصري الدكتور محمد البلتاجي أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين ، والدكتور حازم فاروق و طواقم إعلامية و صحفية و غيرهم كلهم شكلوا خطوة ضمن عولمة التضامن من أجل السلام .
إسرائيل هددت بمهاجمة القافلة و نفذت و هذه خطوة ضمن تآكل المقدرة القتالية للعجل الذهبي أي الجيش الإسرائيلي كما يعبر المسيري و الذي يضيف : قد تحول الجيش الإسرائيلي، صاحب العمليات الاجهاضية الشهيرة ، التي طالما دوخت الحكومات والنظم تحول من الفعل إلي رد فعل، ودخل محيط الإدراك العربي وبدا يدرك الواقع من خلال مقولات أطفال الحجارة.اهـ
و اليوم بعد هذه العملية أقول أن الإدراك سيصبح أيضا من خلال عولمة النضال في الطريق نحو عولمة المقاومة.
إن الخريطة الإدراكية للتفاعل بين الإسرائيليين و غيرهم في تحول مستمر,على العرب و المسلمين الاستفادة من هذه الوضعية لتحويل القوى الجماهيرية و المدنية العالمية إلى صفها عبر مواقف قوية و إعلام يقظ و دبلوماسية نشطة,إن خيوط صناعة التحول نحو عولمة المقاومة و النضال اليوم أكثر بروزا و حضورا و النداء اليوم هو نداء الفعل و صناعة التحول لصالح المستقبل.
في عام 2008 صدر تقرير بعنوان "ثمن الاحتلال.. عبء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني: صورة ومعطيات شاملة، 2008"، عن "مركز المعلومات عن المساواة والعدالة الاجتماعية" (أدفا)، وهو أحد المراكز البحثية المرموقة في إسرائيل. ويرصد التقرير، الذي أشرف على وضعه عالم الاجتماع الإسرائيلي شلومو سبيرسكي، جوانب مختلفة من الآثار التي تعانيها الدولة الصهيونية من جراء استمرار احتلال الأراضي العربية منذ عام 1967، ما يعنينا أنه خلص إلى أن:
"النزاع مع الفلسطينيين أشبه بحجر الرحى على عنق إسرائيل... فهو يقوِّض نموها الاقتصادي، ويثقل كاهل ميزانيتها، ويحد من تطورها الاجتماعي، ويشوِّش رؤيتها، ويضر بمكانتها الدولية، ويستنزف جيشها، ويفتت ساحتها السياسية، ويهدد مستقبل وجودها كدولة قومية يهودية، بالإضافة إلى أن يؤدي إلى مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين. ومن ثم، فإن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً من جراء استمرار النزاع والتلكؤ في تطبيق حل يستند إلى تسوية عادلة ومتفق عليها .
ما زال أمامنا مسار طويل من الصمود لكسر الحصار على غزة و بناء عولمة النضال من أجل تحقيق العدالة و الحرية و المساواة عبر شتى السبل إلى أن ينعم العالم بالسلام.
و ما نهاية إسرائيل إلا خطوة في هذا المسار و هاجس النهاية يسيطر على الإدراك الإسرائيلي خصوصا من قادة آلة الحرب لهذا يلجئون إلى القتل الأعمى عبر الحصار و القرصنة و الاغتيال وهو طريق يؤشر على قرب النهاية.
و كما قال المثقف الإسرائيلي شلومو رايخ - نقلا عن المسيري- : "إن إسرائيل تركض من نصر إلى نصر حتى تصل إلى نهايتها المحتومة. فالانتصارات العسكرية لم تحقق شيئاً، لأن المقاومة مستمرة مما يؤدى إلى ما سماه المؤرخ الاسرائيلى يعقوب تالمون (نقلاً عن هيجل) عقم الانتصار.