|
ضَحكتُ إذا أغضى وضجَّ به الغضى |
ومالَ عن البسط المديدِ ليقبضا |
نضا جمرةَ المعنى فشبَّ أوارُها |
إذا ما قذالُ النَّار شابَ وأغمضا |
تَغضَّنَ أسفارًا .. تَجاعيدُها هوًى |
تَمثَّلَ دجنا .. دونَه كانَ وانقضى |
تَلوَّنَ أسرارًا .. مَقاليدُها غوى |
تأوَّلَ سُكنى .. فسلَّ وما انتضى |
كسيفٍ نِزاريٍّ .. رأيتُ به الصَّدَى |
يزمُّ شفاها كيْ تصدَّ عن الرِّضى |
ضَحكتُ. تَمرُّ القافياتُ بمجلسي |
وضاءً على جنح الفراشاتِ في الفضا |
أهَدهدُها إمَّا تَقرُّ ولا تني |
عن الخَفق حتَّى تَطمئنَّ وتُومضا |
أمدُّ لها عُمرًا لتنفضَ ماءَه |
عن الماء جسرًا لا يَميلُ به القضا |
أعِدُّ بها أمرًا وليسَ بمُنقض |
إذا كانَ لي أمرٌ أعَدَّ وفوَّضا |
وإنْ مرضتْ ليلى بكلِّ قصيدةٍ |
أنا لم أقلها، منذ كنتُ، لتمرضا |
ضَحكتُ. غُبارٌ لافتٌ بكديده |
يُسرُّ إلى شيءٍ بما كانَ أغرضا |
يُصرُّ على اللاشيء يَمضغُ عتمةً |
كأنَّ ثُريَّا الفجر لم تكُ مَعرضا |
كأنَّ هُذاءَ الليل يَنبغُ فجأةً |
على قدر .. لمْ يَستكنَّ بمَا مضى |
يُقضِّي لباناتٍ ليبرمَ ما الصَّدَى |
يَقولُ بلا علم ويَقضي لينقضا |
ويُفضي إلى أشيائِه بسرابِها |
عن الحلَّةِ البَيضاءِ، وهما، لتنهضا |
ضَحكتُ إذا أزرى القتامُ بقامةٍ |
وجَرَّ ذيولا فوقَ رسم ليعرضا |
وإذ نفضتْ رُؤيا يدًا منْ سَآمةٍ |
وألقتْ إليها ما تبقَّى لتنبضا |
وإذْ مَحضتْ فتيا .. ولاتَ نَدامةٍ |
ولكنْ سَنامُ الرأي كانَ تقوَّضا |
وإذ مَخضتْ شعرا مرايا عَلامةٍ |
تحارُ شظاياها قصيدا لتمخضا |
وإذ خَضضتْ فوضى بكلِّ مَنامةٍ |
فلا هيَ تأويلٌ .. لكيْ تَتعرّضا |
ضَحكتُ وقد وارَى السِّتارةَ قائلٌ: |
أمنكَ قريضٌ يَستبدُّ .. بأبيضا ؟ |
ضَحكتُ: ألا خلفَ السِّتارةِ باقلٌ |
وقيلَ .. ألا بُعدًا .. وكنتُ مُقيَّضا |