في ذلك البيت المحطم ، ترى الروح شاحبة الوجه ، رثة الملابس , تلملم حاجياتها في حقيبة الموت ، أستعداداً للرحيل ..
وفي أثناء تجوالها ، تقابل القلب متكئاً على عصا أحزانه .. أمامه بحر الفراق عتيّ الأمواج ، وخلفه حائط العمر الصلد كلما تهاوى ارتفع ...
*****
يرفع القلب رأسه بصعوبة ، يريد الكلام فلا يقوى .. وتزداد أناته ..
فتعاجله الروح : أهذا ما جنيته لنا ؟!!
فيأخذ القلب شهيقاً كأنه الأخير ..
ويرد بصعوبة : لا تلوميني .. ولومي نفسك ....
ثم يكمل : قد انقطع بنا السبيل ، وأنتهت رحلتنا .. فلا داعي للعتاب واللوم .
ترد الروح غاضبة : قد ظلمتني ، وظلمت نفسك ... فلتجن ما صنعت بنا ..
يترنح القلب وتقع منسأته ، ويقول : لم أكن إلا بيتا استقبلتها ، فعشقتها ..
فترد الروح عابسة : أنا أيضا إحتويتها وبتّ الليالي أحرسها ... فعشقتها ..
القلب : إسألي العين ، فهى من احضرها ..
الروح : العين غارقة في الدموع
القلب : فاسألي العقل لماذا أمرنا بحبها
الروح : ذهب العقل أسفًا على ما فعل ..
الروح : والآن ايها العجوز الطاعن .. دعني أرحل ..
القلب : ولكن .. دعيني احتضنك .... حضن الوداع
تتمالك الروح نفسها ، وتأتي بين ذراعي القلب ، ويضمها إليه وتضمه إليها ..
ويخرج كل منهما سكينا ويغرسها في جسد الآخر ..
فيموتا معا ..
*******
ويكتب على قبرهما
.. عشقا أمس ..
وقتلتهم
الخيانه