|
دعيني أردّدُ حُــلوَ النّشيدْ |
أطوفُ السّماءَ كطيرٍ سعيدْ |
أهنّئُ ذاتي بعـــودةِ ذاتي |
وموتِ اغترابي وعمري الوئيدْ |
فقدْ عادَ نصفي لنصفي وعادتْ |
إلى الجسمِ روحي وجاءَ البريدْ |
بأحلى الرّسائلِ توقــــــدُ نورًا |
وتطــــفئُ نيرانَ جنٍّ مريدْ |
دعيني فقدْ طالَ ليلُ انتظاري |
ليــــومٍ يجودُ بفجرٍ جديدْ |
وصبحٍ تعودُ إليهِ غيومي |
فتسقي ترابي بماءِ الورودْ |
قضيتُ السنينَ ألوكُ جراحي |
وأشربُ كأسي بطعمِ الصّديدْ |
ولاحَ زماني بسيفٍ بغيضٍ |
يطاردُ حلميَ في كلِّ بيدْ |
فمزّقَ قلبي وأنقضَ ظهري |
وأكدى خُطايَ لهيبُ الصّعيدْ |
وحرّقَ جمرُ يميني شمالي |
وكنتُ الفتيلَ وزيتَ الوقودْ |
فَبِتُّ رمادًا وذكرى انتكاسٍ |
وقصةَ حزنٍ وبيتَ قصيدْ |
وكنتُ أراقبُ قابيلَ يقتلُ |
قابيلَ بئسَ حديثُ الجنودْ |
وأسألُ هابيلَ أينكَ ..أينَ |
الغرابُ يواري قبيحَ الجُحودْ ؟ |
إلى أنْ أطلّتْ سفينةُ نوحٍ |
بطوقِ نجاةٍ وطفلٍ وليدْ |
يفـُلُّ الظّلامَ بقبضةِ نورٍ |
وعزمٍ يفُـلُّ جدارَ الحديدْ |
وشقَّ سمائي بنظرةِ حبٍّ |
فهلَّ هلالي بليلةِ عيدْ |
وأشرقَ وجهي بنورٍ تجلّى |
وزالَ سوادُ الليالي العنيدْ |
ورحتُ أقبّلُ خدَّ الثّريا |
وأمسحُ دمعَ الزّمانِ الفقيدْ |
ركضتُ وطرتُ..صرختُ وقلتُ |
لِتـَعْـمَ الشّرورُ وعينُ الحسودْ |
وتصحُ عيونُ النّجومِ اللواتي |
سلوْنَ الضّياءَ لعمرٍ مديدْ |
لهذا سأعزفُ لحنَ خلودي |
فقدْ عُدتُ شيئًا بحجمِ الوُجودْ |
.. |
.. |