إِلـى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوى
قيس بن ذريح بن الحباب الكناني / شاعر من العشاق المتيمين ، اشتهر بحب لبنى بنت معمر بن الحباب فتزوجها ثم طلقها بتحريض أمه ، فتزوجت من غيره فلم يطق بعدها عنه فطلقها زوجها وعادت إلى قيس .
من شعراء العصر الأموي ومن سكان المدينة وكان رضيعا مع الحسين بن علي بن أبي طالب أرضعتهما أم قيس بنت حصن من بني زريق .
شعره عالي الطبقة في التشبيب ووصف الشوق والحنين إلى المحبوب / وهذه إحدى روائعه :
فَـإنْ يَحجِبُوهَـا ، أَوْ يَحُـل دُونَ
وَصلِهَا مَقَالةُ وَاشٍ ، أَوْ وَعِيدُ أَمِيـرِ
فَلَم يَحجُبوا عَيْنَيَّ عَنْ دَائـمِ البُكَـا
وَلَنْ يَملِكُوا مَا قَدْ يَجُـنّ ضَمِيـرِي
إلى الله أَشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الـهَوَى
وَمِـنْ حُـرَقٍ تَعتَادُنِـي ، وَزَفِيـرِ
وَمِنْ كُرَبٍ للحُبِّ فِي بَاطِنِ الحَشَـا
وَلَيلٍ طَوِيلِ الحُـزنِ ، غَيـرِ قَصِيـرِ
سَأَبْكِي عَلَى نَفسِي بِعَيـنٍ غَزِيـرَةٍ
بُكَاءَ حَزِينٍ ، فِي الوِثَـاقِ ، أَسِيـرِ
وَكُنّا جَمِيعاً قَبلَ أَنْ يَظـهَرَ النَّـوَى
بِأَنعَـمِ حَالَـي غِبطَـةٍ وَسُـرُورِ
فَمَا بَرِحَ الوَاشُونَ ، حَتَّى بَدَتْ لَنَـا
بُطُـونُ الهَـوَى مَقْلُوبَـةً بِظُهُـورِ
لَقَدْ كُنتُ حَسْبُ النَّفـسِ لَـوْ دَامَ
وَصْلُنَا وَلَكِنّمَا الدُّنْيَا مَتَـاعُ غُـرُورِ
لَوْ أَنّ امرأً أَخْفَى الهَوَى عَنْ ضَمِيـرِه
لَمِتّ وَلَمْ يَعلَـم بِـذَاكَ ضَمِيـرِي