المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عدي شتات
هوِ العُمْرُ يا غربتي أُمْنياتٌ..
أُدَخِّنُها كالحَشِيشِ..
وأَسْهَرُ في كَهْفِها ثُمَّ تَمْضي
إلى مُدُنِ الحُزْنِ عِنْدَ الصَّباحِ..
فَأَغْفو..
وحِينَ أُفِيقُ تَعُودُ إِليَّا
هُوَ العُمْرُ..
لا تَسْأليني لِماذا.. وكَيْفَ..
ومَنْ سَوْفَ يَجْلِدُ قَلْبي
ويَسْرِقُ مِنِّي بريقَ المُحيَّا
لَكِ الأمْرُ مِنْ قَبْلِ هَذا..
ومِنْ بَعْدِ هذا..
فَصيغي البَيَانَ بِأَمْضىَ العِباراتِ..
لاَ تَأْبَهي..
لاَ تَحِنِّي عليَّا..!!
***
أَنَا قَطْرَةُ الحُزْن لمَّا
عَلىَ الأَرْضِ سَالَتْ, ونَاسَلَهَا الهَمُّ..
صَارَتْ مُحيطاً
عَلىَ مَوْجِه يُكْسَرُ الحُلْمُ دَوْماً
ويُنْبِتُ يَقْطينَهُ فَوْقَ صَدْري
فَتَأْكُلُ مِنْهُ الجِراحُ..
وتَسْتُرُ عَوْرَةَ يَأْسٍ تَرَبَّى
عَلَى شَطِّ عُمْري
ومَا كُنْتُ يَوْماً أُجِيدُ التَّمَنِّي
ولاَ الأَرْضُ أَرْضِي
ولاَ الأَمْرُ أَمْري
ولاَ الدَّهْرُ دَهْري
فَلاَ تَأْبَهي
لا تُعيدي الحِسَابَ..
فَلَسْتُ الذي يَسْتَكينُ لِفَرْحٍ
وَلَسْتُ الذي يَسْتَغيثُ بِقَطْرِ
لَكِ الأَمْرُ مِنْ قَبْل..
مِنْ بَعْد..
أيا قمرًا في الكلامِ أضاءَ
فجاءَ بهاءً مُضاء المحيّا
وروّى السّحابَ
وأرخى الضّبابِ
وعطّر زهر الرياضِ نديّا
هي الأمنياتُ بلا أيّ طعمٍ
ولا أيّ لونٍ
تسرَّبُ كالماءِ
من كفِّ عمري
وفي آخر العمرِ تجتاحُ كوني
فأقصِي الحياةَ بعيدًا.. وأحيا!
على هامشِ السطرِ كانت حروفي
على هامشِ الأمنياتِ مروري
وهذا جمالٌ بعيدٌ مداهُ
على نور حرفٍ، على جرسِ لفظٍ
على عمقِ معنى..
الشاعر الرائع عديّ شتات
هنا قرأتُ في السطر تضاريس الكلامِ وكانت تفاصيلها ألف سطر..
بوركتَ وهذا الألق وهذا الجمال
تحياتي