أثقلني حين صمتٍ مِعصمي... تاهت خُطاهُ فراحَ من ساعدي أبعد... قلّدته حنايايَ الشّقيّة فارتحلتُ إلى حيثُ نبكي سويّةً... جمعاً أفقنا في سُباتِ ذي السّاعة... دقّت على قلبي فأوجزتُ الكلام و رحتُ أخطُّ الشّفقَ خطّاً عبَرَ قلبي إلى حيثُ الحكايةُ أشفقتْ على بقاياهُ في أنفاسي.... فانسلّ من وجعي.... زاد أنفاسي ضِيْقاً فقد رحَل... كالشّوكة الصّمّاءِ حين تشقُّ "الصّوف" فيصرخ ذا المعذّبُ مُوَدِّعاً صوتَهُ عند العتَبة.... لم يكن يُعييهِ سَكَنُها بين جنباتِه...بلْ قطّعَ أوصالهُ الرّحيل...
الجوْرُ هدّ مِعصمِي و قدْ تاه.... كيف الرّحيلُ....؟؟!!
و هَكذا...؟!
قلمي تبعثر في الزّحام... فارتجلتُ قصِيدتي...!! ثمّ انتظرتُ مَقدَمَهُ فلم يعُدْ... وَ لمّا أكنْ له وطناً... إيــــــهِ يا وطناً سَكَنَنِي فرسمتُ بِدمائي حُدودَه... وأسْكَنْتُني فيه... فصارَ لي شَمْساً.. و ماءً... و ظِلّاً أُشْفِقُ على نفسي منه... إيه ياوجعي.. و يا بسمتي التي نسيتُ لها طعماً....
لا...لا أريد لك رجوعاً... فلستُ أقوى على خيبةٍ أخرى تشلُّ صوتي فلا أمشي بِهِ حيثُ السّماء.... لا أُريدُك....
و الرّوحُ تصرخُ بي: دعِـــــــــــيه يعود...
و أنا أبادرُها بدمعي: لن يعـــــــود....!!!
فتصيح بي متمرّدة: التماعُ الشّوقِ في عينيهِ باقٍ فارجعي...
فأجبتُها و الصّوتُ منّي قدْ أطلّ مُهَلْهَلاً: هذي دموعٌ لازمتْ عينيه من ذرّة غُبار... فهدّئي من روعِكِ الإعصارِ هوناً.... لن يعود....!!
فتقول: بل قد سارَ نحوي يبتسم...
فأجبتُها: لو كان يذكرُ أمرنا كانت على الخدّين دفقت أنجُمُه... هو قد سلا... لا لن يعود...!!
و أنا أودّ تصديقاً لها... لكنّه غادر... و مسح من ماضيه أنفاسي و غاب... لا لن يعود....!!
و استوطنتني منه الخيبةُ العُظمى.. و الصّمتُ في أرجاءِ الرّوحِ قد خيّم....
مُرّاً......
مُخيفاً......
مُطبِقاً......
..............
و الصّوَرُ تسري:
" هنا وقف... "
"وقت كذا ابتسم...."
"و حين أطلَلْتُ عليه دقّ قلبُه حتّى توَقّف قَلبي.... "
لا... لم يكنْ لِيَعُود.... و إنْ غادرتِني يا رُوحُ كلّا لنْ يعود... فارْفقي بي... إنّ قلبي قد سَلا النّبض... و سَلا بأنّي مِنهُ لَه... فرُحتُ أتسوّلُ مِنه نبضاً... بالله أدْرِكْني يا قَلبُ إنّي أحتضر....
و القلبُ حتّى السّمع قد جافاهُ فاسْترْسلتُ في جَزَعي... لا... لم يكُنْ لِيعُودَ يا قلبي فرِفَقاً بي... هيّا استدِرْ...
حتّى أفقتُ على عينيّ يوماً مُعتِمة....
صِفرَ البَصَر.....!!
الرّوح العطشى
12-2-2011