إِلَى اللَّهِ أَشْكُو
للشاعر محمود سامي البارودي
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ
سواءٌ لديهم طيِّبٌ وخبيثُ
لهُم ألسنٌ إن رُمْنَ أَمراً بلغنَهُ
مِنَ النَّفْسِ، مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ
تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الوِدادِ عُهُودُهُمْ
وكَيْفَ يَدُومُ الشَّيْءُ وهْوَ رَثِيثُ؟
فَلَيْسَ لَهُمْ في سَالِفِ الدَّهْرِ مَحْتِدٌ
قَدِيمٌ، وَلا في المَكْرُماتِ حَدِيثُ
برِمتُ بهم حتَّى سئمتُ مكانتي
وأنكرتُ طيبَ العيشِ وهو دميثُ
إذا لم يُغِثْنِي اللهُ منهم بفضلهِ
فَمَا لِيَ بَيْنَ الْعَالَمينَ مُغِيثُ