يحكى آن..
_رجــــلًا مســــنًّا بكى في المحكمة بكاءً شديدًا, فما الذي أبكاه؟
_هل هو عقوق أبنائه؟
_أم خسارته في قضية أرضٍ متنازعٍ عليها ؟
_أم هي زوجةٌ رفعت عليه قضية خلع ؟
في الواقع ليس هذا ولا ذاك, ماأبكى حيزان هو خسارته قضيةً غريبةً من نوعها , فقد خسر القضية أمام أخيه لرعاية أمه العجوز التي لا تملك سوى خاتم من نحاس ...
فقد كانت العجوز في رعاية ابنها الأكبر حيزان الذي يعيش وحيدًا ، وعندما تقدمت به السن جاء أخوه من مدينة أخرى ليأخذ والدته لتعيش مع أسرته لكن حيزان رفض محتجًا بقدرته على رعايتها, وكان أن وصل بهما النزاع إلى المحكمة ليحكم القاضي بينهما, لكن الخلاف احتدم وتكررت الجلسات وكلا الأخوين مصرعلى أحقيته برعاية والدته, وعندها طلب القاضي حضور العجوز لسؤالها, أحضرها الأخوان يتناوبان حملها في كرتون فقد كان وزنها خفيفًا جدًا و بسؤالها عمن تفضل العيش معه, قالت وهي مدركة لما تقول: هذا عيني مشيرة إلى حيزان وهذا عيني الأخرى مشيرة إلى أخيه, وعندها أضطر القاضي أن يحكم بما يراه مناسبا, وهو أن تعيش مع أسرة ألاخ ألأصغر فهو ألأقدر على رعايتها, وهذا ما أبكى حيزان ........
ما أغلى الدموع التي سكبها حيزان, دموع الحسرة على عدم قدرته على رعاية والدته بعد أن أصبح شيخًا مسنًّا, وما أكبر حظ الأم لهذا التنافس ليتني أعلم كيف ربت ولديها ... أو كم كانت بارةً بوالديها للوصول لمرحلة التنافس فى المحاكم على رعايتها .
هو درس نادر في البر في زمن شح فيه البر !!!
منقول من الفيسبوك ... أعجبني بغض النظر عن مصدر القصة أو مصداقيتها ، فإني رأيتها مؤثرة فيها عبرة كبيرة وتحفيز للبر في زمنٍ كما قالوا عزَّ فيه ...