1. لم اعي يوما ان امتداد العمر
ليس كامتداد البحر، كامتداد الرمال!!
لم أعي أن ماء البحر
إن تسرب في حبيبات الشواطئ
تملص منها
وعاد من حيث أتى
لم أعي أن للعمر انتهاء
وأن لليم امتداد؟
أين التشابه بيننا؟
هو الخريف الذي يلفنا
خريف العمر تضيق بطوله الآفاق
وخريف البحر يموج في الاعماق
سر بيني وبين هذا البحر
يعود إليّ بسري له
ليل كل مساء
في الطي والكتمان
ليحيك لي سترة تقيني البرد
وكرات الثلج التي
ارتدتني - بعد زمانك- كمعطف،
من نزيف جرح
ابقى عيوني ساهرات
حذرات ،
وجسات
هل من وراء السماء
سألقاك ..وتحلو ساعات اللقاء؟
2.
ما أقصر لحظات أواخر العمر
وما أطول ساعات البحر مع المد والجزر
هل ينقش القمر في طياته شعاعا
يبعث فيه الحياة؟
إن من شع في عمري ايام الشباب
مداً وجزراً
قد راح في سبات
أغمض عينيه
حتى دونما استئذان
وكأنه يجر وراءه خريف ايامي
لألحق بركب الراحلين
قطار العمر
قد بات لا يمشي الهوينى
طولا وعرضا
يحصد العمر
كعصف الحب
لا كما خلته يوما
لن يصل الى محطته الاخيرة
بيد أن المحطة ، لاحت لي من وراء البعيد
فهل دنت لحظة النزول وآن الرحيل؟
هل ستقفل كل الدروب؟
هل ستختفي المآذن ببرد الرحيل
ووقع الرنين؟
هل ستصبح الذاكرة غباراً
والوقت بلا عقارب تدور فوق ساعات العمر سراعا؟؟
هل ستغادرني انفاس الصباح الباكر؟
أم سأعود الى أحضانك
حب الأمس؟
أو لن يرف الكرى في ليل بعدي؟
كل ما أخشاه،
إن رحلت اليك
أن آتي اليك ،وأنك لن تأتي...