فأمّا من حكى خِلافاً فِي مَسْألة ولمْ يَسْتَوْعِب أقْوالَ النّاس فيها فهو ناقِص ، إذ قد يَكون الصّوابُ في الذي تركَهُ . أو يَحْكِي الخِلاَفَ ويُطْلِقه ولاَ ينبِّهُ على الصّحيحِ منَ الأقْوالِ ، فَهُوَ نَاقِصْ أيْضاً ، فإنْ صَحّحَ غيرَ الصّحيح عَامِداً فقدْ تعَمّدَ الكَذِب ، أوْ جَاهِلاً فقد أخطأ . وكَذَلكَ من نصب الخِلافَ فيما لا فائِدة تَحْته ، أو حكى أقْوالاً مُتعَدِّدة لفظاً ويرْجِعُ حاصِلُها إلى قَوْلٍ أوْ قولَينِ معنى ، فقدْ ضَيَّعَ الزّمان ، وتكثُّرٌ بما ليْسَ بِصَحيح ، فهو كلابس ثَوْبَيْ زور ، والله الموفِّق للصّواب . قاله العلاّمةُ ابنُ كثير عمدة التفسير ج 1 ص 44
قال ربيع السملالي : وفي الأصل هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع الفتاوى ، ونقله تلميذه ابن كثير في تفسيره :
فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف ، أن تسوعب الأقوال في ذلك المقام ، وأن ينبه على الصّحيح منها ، ويبطِلَ الباطِلَ ، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته ، لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته ، فيشتغل به عن الأهم . فأمّا من حكى خِلافاً فِي مَسْألة ولمْ يَسْتَوْعِب أقْوالَ النّاس فيها فهو ناقِص ، إذ قد يَكون الصّوابُ في الذي تركَهُ . أو يَحْكِي الخِلاَفَ ويُطْلِقه ولاَ ينبِّهُ على الصّحيحِ منَ الأقْوالِ ، فَهُوَ نَاقِصْ أيْضاً ، فإنْ صَحّحَ غيرَ الصّحيح عَامِداً فقدْ تعَمّدَ الكَذِب ، أوْ جَاهِلاً فقد أخطأ . وكَذَلكَ من نصب الخِلافَ فيما لا فائِدة تَحْته ، أو حكى أقْوالاً مُتعَدِّدة لفظاً ويرْجِعُ حاصِلُها إلى قَوْلٍ أوْ قولَينِ معنى ، فقدْ ضَيَّعَ الزّمان ، وتكثُّرٌ بما ليْسَ بِصَحيح ، فهو كلابس ثَوْبَيْ زور ، والله الموفِّق للصّواب . اهـ بحروفه من الفتاوى ج 13 ص 368