تميدُ بنا الحكايا .. تدغدغ ما تبقىّ من فَـراشاتِ الذاكرة ، تستحث الأُلى
افترشوا نواقيسَ الطُـرَفِ الخجلى أو المُـلح الفقيدةِ ، والعتيدةِ .. هناك يتبعها
الملائكُ في ثياب الياسمين .. يدورون .. يفرفرون .. ولا يتناسون قرائحَ
الكاردينا حين تُملي علينا شرائعا من الياسِ واللبلابِ ، ورقائقا من
العوارف عسى يفيق بها الفؤاد ، لم تدر ما ومضة الغاب ، أو شِرعته ، لم تذق
إلا سوانحَ التيه والحضارة ومعارفَ الشروح والمتون ، تسائل عني
وأسألها عنها ، عن كَـرْمة الديار والزيزفون الذي غير الضحى ما اختارْ ،
وبيني وبين الحكايا والتحايا نفق أودعته السُمّار ودلائل النور والأسوارْ ،
والضحايا والثكالى وأمّـات الليل قبل النهارْ ، وروائح الجُلاّس حين تحبس
السحبُ البيضاءُ غيثَ المدارْ ! والصور السوداء البيضاء الجريحة كالقِفار !
كنا .. تميد بنا الحكايا في انتظار الضوء ، ضوء في نهاية ذلك النفق الختـار ،
عسانا يـبلّ ثيابنا قِـدّاح الصبر لا أترجّــة الغبارْ ، عساها تؤوب شقائق النعمان
ومصائرُ الحبِّ لا سخريّة الأقدارْ ، ... إذا بالنداء :
جيّش دروعَ الروح ، واللهِ الذي ... رفع السماء ، لسوف ينهار النفـقْ
جيّش دروع الروح لا تعبأ بمن ... تركوا الطفولة دون جُـرمٍ تـخـتـنقْ
واغرف من الرحمات كلّ كريمةٍ ... واستكمل المشوار إنّـك في الحدقْ
وتميد الحكايا بنا ، تستشرف شيئا في غيابات الأفق لا في النفق ، فهنا الضوء
والأماني ، وبشارات التهاني ، والطيبات والطيبون ، والغوالي ملء السواري والعيون .....
........*********************** ........