وقفات مع وخزات ضمير
سيد يوسف
هذى مشاهد ووقفات مع وخزات ضمير قلما يفلت منها بعض من تبقى لديهم إحساس بالإنسانية وعساهم يتراجعوا عن ظلمهم.... وقفت عندها أفكر :
1/ ألا ما أبشع تسول مشاعر الناس لكسب مصالح خاصة ولو على حساب الدين أو الشرف
ومثال ذلك: البكاء الكاذب لجذب تعاطف ذوى الرقة من الناس من اجل أن يصدقوهم بأنهم مظلومون ومن ثم من اجل أن يقدموا لهم يد المساعدة ضد الآخرين .....والحق أن الآخرين هم المظلومون لكنهم لا يملكون أداة توصيل صوتهم أو يمنعهم الحياء من تسول مشاعر الناس.
2/ لقد زيف مشاعره ومواقفه من أجل صديقه....خاف على غضب صديقه ولم يخش غضب ربه....
ومثال ذلك: من يطلب منك أن تهاجم فلانا لأنه أغضبنى فتهاجمه وتسخر لسانك أو قلمك من اجل ظلم إنسان لم يسيء إليك .
3/ الادعاء ظلما وعدوانا على أبرياء من اجل انتصار رخيص فى مكانة أو وظيفة ما ..
ومثال ذلك: من يشى بصديقه أو زميله فى مجال عمله من أجل أن يظهر هو فتزداد فرص ترقيه،
أو كالذى يتقول كذبا على احد من وراء ظهره ليظهر انتصار رخيص فى جدال عقيم سرعان ما ينسى مع الأيام.
4/ ظلم أهل القربى والتقول عليهم بما ليس فيهم لخسة ما فى نفوسهم حتى يظهروا وكأنهم أفضل أهل القربى
ومثال ذلك: الزوجة تتقول على زوجها بما ليس فيه أو العكس أو الصديق على صديقه
5/ سرقة نصر الآخرين أو تميزهم ونسبه إلى أشخاصهم لاعتبارات تتعلق بحب الظهور .
تعليق
1/ إني لأرجو ألا يحزن المظلومون فان لهم ربا اقسم أن ينصر المظلوم ولو بعد حين.
وقال فى قرانه:
( إن الله يدافع عن الذين آمنوا)
ثق أن الله سينصرك ويدفع عنك مكر الخائنين
2/ علمتنا الحياة أن النصر مع الصبر وانقل إليك ههنا نصيحة احد الفاقهين حين قال:
انك قد تكون على الحق ...تدرك ذلك بالعلم والفطرة النقية التى تسعى أن تعيش بها ويزيد اطمئنانك بما أنت عليه من حق بشهادة أهل الحق والخير
وأنت على الحق لان ما لديك من بضاعة يتطابق مع ثمرات العقل الحر ومع ثمرات الفطرة النقية
أقول قد تكون على حق لكنك لا تحسن توصيله إلى الناس...لا تحسن عرض بضاعتك..لا تجيد لغة اللف والدوران التى يجيدها أهل الصخب
لا تجيد السير بمرونة بما معك لتصل بما تحمله من حق إلى مكانه...
لا تستطيع أن تتخطى عقبات الباطل التى أمامك....لا تستطيع الوصول بما معك إلى ما تريد...
وقد يكون الباطل مع غيرك لكنه يجتهد أن يلبس الحق بالباطل يجتهد أن يزين الباطل ليريه للناس حسنا...يحسن عرض بضاعته لأنه يجيد اللف والدوران....
وأنت حين ترى ذلك تتألم.... تغتم...تثور: هذا الألم وهذا الغم وهذه الثورة
إما أن تكون ثورة ساكنة فتكبت فى نفسك الألم فتنعزل عن الناس ومن ثم يعزلك الناس عنهم.....
وإما أن تكون ثورتك صاخبة هائجة تتناسب وما يعتمل داخل صدرك من غيظ أن ترى الباطل لا ينكره الناس وان ترى الحق يتنكر له بعض الناس وبقية تراه وتصمت (جهلا أو خوفا أو إيثارا للسلامة أو عدم تقدير جيد للموقف أو غير ذلك)ومع هذه الثورة الصاخبة فسوف يكثر خطؤك ومن
ثم يتنكر لك الناس حتى بعض الفاقهين ....كل ذلك والحق معك والباطل
مع غيرك.
وقد يغيظك تنكر الناس لك ويؤلمك أشد الألم صمت الفاقهين القادرين فتضيق بالحياة وبالناس كل الناس ويسوء تقديرك للناس وتخطيء فى تعميم مسئولية الناس جميعهم على أنهم لم يقفوا معك ولم يحسوا بما تحس به من مرارة تستشعرها من غباء قوم كأنهم ما خلقوا إلا ليغيظوا أهل الحق...
عندئذ ستصير ساخطا غالبا ومتشائما وناقما على الجميع : على نفسك أولا ثم على عملك وقد يخسرك الجميع...
أنا لا أطالبك بان تعمل ما هو ضد طبيعتك( أى أن تجيد اللف والدوران واستخدام طرق تراها رخيصة للوصول بالحق الذى تحمله إلى مكانه الصحيح).
ولا أطالبك بمخالفة ضميرك...
ولا أطالبك باليأس من الناس ..
لكنى
أطالبك وبقوة أن تصبر...
أن تتشبث بالحق الذى معك....
أن تناضل (بالحكمة والموعظة الحسنة) فى سبيل توصيل أهدافك النبيلة للناس..
أطالبك أن تؤمن بان المجتمع يتطور تطورا يجعل الناس يحكمون على الشخص بحقيقته لا بمظهره كما يرى أ/ الغزالى.
وثق بهذه الحقيقة إن مجتمعاتنا (وكل المجتمعات) لا تتغير بين عشية وضحاها....فالطريق من ههنا مما معك ولكن تذكر أن هذا الطريق طويلة خطواته وكثيرة عوائقه.. ولذا سوف يعرف الناس صدق موقفك ورجولة نفسك وشدة يقينك....وسوف يلعنهم الفاقهون ذلك أنهم جلبوا على أنفسهم غضب الله بظلم الآخرين
يقول تعالى
(وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً)
النساء 112
لكن
حتما سوف يصل إلى هدفه طال به الزمن أو قصر.
فالحق الذى ننادى به يتحقق دوما حينما:
1/ يجد رجالا يصبرون عليه.
2/ويجتمعون عليه.
3/ ويورّثون الحق الذى يحملونه إلى الأجيال القادمة.
4/ويتسلحون بالعلم ويتعايشون بمبادىء السماء.
5/ولا ينسون الله من حساباتهم
ثالثا/ ننصح الظالمين بالمسارعة بالتوبة فان القصاص مؤلم والفضيحة شديدة الوطأة
يقول تعالى
( وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً)
النساء 110
فى النهاية
أيها المظلوم
اصبر (إنما النصر صبر ساعة)
ثابر فالمثابرة من شيم الفاقهين.
كافح فالكفاح قرين النصر.
سيد يوسف